معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

فت

صفحة 436 - الجزء 4

  حرَّكتْ رأسَها من قِبَل الخُيَلاء. ويقال تفيُّؤها، تكسُّرها لزَوْجِها. والقياس فيه كلِّه واحد. والفئ: غنائمُ تُؤخذ من المشركين أفاءَها اللَّه تعالى عليهم.

  قال اللَّه سبحانه: {ما أَفاءَ} اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى. ويقال:

  استفأْتُ هذا المالَ، أي أخذتُه فيْئاً. وفلانٌ سريع الفَئ من غضبه والفِيئَة.

  فأمَّا قولهم: يا فَىْءَ مالِى، فيقولون: إنَّها كلمةُ أسفٍ. وهذا عندي من الكلام الذي ذهب مَنْ كان يُحسن حقيقةَ معناه. وأنشد:

  يا فَىْءَ ما لِيَ مَنْ يُعَمَّرْ يُفْنِهِ ... مرُّ الزَّمان عليه والتَّقليبُ⁣(⁣١)

فت

  الفاء والتاء كلمةٌ تدلُّ على تكسير⁣(⁣٢) شئ ورفْتِه. يقال: فَتَتُّ الشَّئَ أفُتُّ فَتَّا، فهو مفتوتٌ وفَتيت. وفُتَّة: ما يُفَتُّ ويُوضَع تحتَ الزَّند⁣(⁣٣).

  وفَتَّ في عضُده، وذلك إذا أساء إليه، كأنَّه قد فَتَّ من عَضُده شيئاً.

  ومما شذَّ عن هذا الأصل الفَتفتة: أن تشرب الإبلُ دونَ الرِّىّ.

فث

  الفاء والثاء كلماتٌ تدلُّ على كَسْر شئ، أو نثرِه، أو قلعه.

  من ذلك قولهم: فَثَّ جُلَّته: نَثَرها⁣(⁣٤). وانفَثَّ الرّجُلُ من همٍّ أصابه، أي انكسر.


(١) البيت من أبيات لنويفع بن نفيع الفقعسي، كما في أمالي الزجاجي ٨١ - ٨٢ واللسان (مرط). ويقال بل هو نافع بن نفيع، أو نافع بن لقيط الفقعسي. وأنشده في اللسان (شيأ، فيأ) بدون نسبة، وفي (هيأ) بنسبته إلى الجميع بن الطماح أو نافع بن لقيط الأسدي. وانظر في البيان (٣: ٨٢) بتحقيقنا. ويروى: «يا فىّ مالي» و «يا هئ مالي» و «يا شئ مالي» وكلها كلمات معناها التعجب. ورواية الجاحظ: «وكذاك حقا».

(٢) في الأصل: «تكسر».

(٣) في اللسان: «بعرة أوروثة توضع تحت الزند عند القدح».

(٤) في اللسان: «إذا نثر تمرها».