معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

زت

صفحة 6 - الجزء 3

  أثَرت الغَىَّ ثم نزَعْت عَنْهُ ... كما حادَ الأزب عن الطِّعانِ

  ومن ذلك عامٌ أزَبُّ، أي خصيب.

  والأصل الآخر: الزَّبيب، وهو معروف، ثم يشبَّه به، فيقال للنُّكتَتَيْنِ السّوداوينِ فوق عينَى الحيّة زبيبتان؛ وهو أخبثُ ما يكون من الحيّات.

  وفي الحديث: «يجئ كَنْزُ أحدِهم يومَ القيامة شجاعاً أقرعَ له زَبيبتان».

  وربّما سمَّوا الزَّبَدَتَيْنِ زَبيبتين، يقال أنشَدَ فلانٌ حتَّى زَبَّبَ شِدْقاه، أي أزبدا.

  قال الشّاعر:

  إنِّى إذا ما زَبَّبَ الأشداقُ ... وكَثُر الضِّجاجُ والَّلقْلاقُ

  ثَبْتُ الْجَنانِ مِرْجَمٌ وَدّاقُ⁣(⁣١)

  ومما شذَّ عن الباب الزَّبَاب: الفارُ، الواحدُ زبابة. وقد يحتمل، وهو بعيدٌ، أن يكون من الزَّبيب، وقد ذكرناه:

  ومما هو شاذٌّ لا قياس له: زَبَّتِ الشمس وأزَبّت: دنت للغروب.

زت

  الزاء والتاء كلمةٌ لا قياس لها. يقال زَتَتُّ العروسَ، إذا زيَّنتَها. قال:

  بَنِى تَميمٍ زَهْنِعُوا فتاتَكُمْ ... إنَّ فتاةَ الحىِّ بالتّزَتُّتِ⁣(⁣٢)

  وقد تزتَّتَتْ، أي تزيَّنت.


(١) الرجز في اللسان (زبب، لقق)، وقائله هو أبو الحجناء نصيب الأصغر. انظر البيان والتبيين (١: ١٢٥).

(٢) البيت من تام الرجز. أنشده في اللسان (زهنع، زتت) والمخصص (٤: ٥٤).