معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

رفغ

صفحة 424 - الجزء 2

  مَوضُوعُها زَوْلٌ ومرفوعها ... كمَرِّصَوْبٍ لجِبٍ وَسْطَ ريحْ⁣(⁣١)

  يقال رَفَع البعيرُ ورَفَّعته أنا.

  ومن الباب الرَّفْع: تقريب الشئ. قال اللَّه جلّ ثناؤُه: {وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ}، أي مقرَّبة لهم. ومن ذلك قوله رَفَعْتُه للسُّلطان، ومصدر ذلك الرُّفْعانُ ويقال للناقة إذا رفَعت اللِّبَأَ في ضَرعها: هي رافعٌ. والرفع: إذاعة الشئ وإظهارُه. ومنه الحديث،

  قال رسول اللَّه ÷: «كلُّ رافِعَة رفعَتْ علينا من البَلاغ⁣(⁣٢) فقد حرَّمتُها».

  أي كلُّ جماعةٍ مبلِّغة تبلّغ عنا فلتبلّغ أنِّى حرَّمْتُ المدينةَ.

  وذلك كقولهم رَفَع فلانٌ على العامل، وذلك إذا أذاعَ خَبرَه ورَفْع الزَّرعِ:

  أن يُحمل بعد الحَصاد إلى البَيْدر؛ يقال هذه أيّام الرَّفاع.

رفغ

  الراء والفاء والغين كلمةٌ تدل على ضَعةٍ ودناءة. فالرَّفْغ ألْأَمُ الوادِى وشرُّه تُراباً. والرُّفْغ: أصل الفخِذ، وكلُّ موضع اجتمع فيه الوَسَخ.

  وفي الحديث: «كيف لا أُوهِمُ ورُفْغُ أحدِكم بين ظُفْره وأنملته⁣(⁣٣)».

  والأَرفاغ من الناس: السِّفْلة. فأما قولهم عيشٌ رافغ ورفيغ: طيّب واسع، فهذا له وجهان:

  إمّا أن يكونَ الغَينُ منقلبةً عن الهاء فيكون من الرَّفْه، وإمَّا أن يكون شُبِّه مالُه في كثرته برَفْغ التُّراب، يراد به الكثرة.


(١) في ديوان طرفة ١٣:

«مرفوعها زول وموضوعها»، وبهذه الرواية صحح ابن برى رواية البيت. انظر اللسان. وسيعيده في (وضع).

(٢) ويروى أيضا «من البلاغ» بضم الباء وتشديد اللام، أي المبلغين.

(٣) الأنملة: رأس الإصبع، وفيها تسع لغات تثليث الهمزة مع تثليث الميم.