معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عيث

صفحة 190 - الجزء 4

  قال رسول اللَّه ÷: «الأنصارُ كَرِشى وعَيْبَتِى».

  ضربها لهم مثلًا، كأنهم موضعُ سِرّه والذين يأمَنُهم على أمره.

عيث

  العين والياء والثاء أصلان صحيحان متقاربان، أحدهما:

  الإسراع في الفساد، والآخَر تطلُّب الشئ على غير بَصيرة.

  فالأوّل قولهم: عاث يَعِيث، إذا أسرع في الفساد. ويقولون: هو أعْيَثُ الناسِ في ماله. والذِّئب يَعيث في الغَنم، لا يأخذ منها شيئاً إلّا قتلَه⁣(⁣١). قال:

  قد قلتُ للذِّئبِ أيا خبيثُ ... والذِّئب وسْطَ غنمي يَعِيثُ⁣(⁣٢)

  والأصل الآخر: التَّعييث، قال الخليل: هو طلب الأعمى للشئ والرَّجُلِ في الظُّلمة. ومنه التعييث: إدخال اليد في الكِنانة تطلُب سهْماً⁣(⁣٣). قال أبو ذؤيب:

  وبدا له أقرابُ هادٍ رائغٍ ... عجِلٍ فعَيَّث في الكنانة يُرْجِعُ⁣(⁣٤)

  وقال ابن أبي عائذ:

  فعيَّثَ ساعةَ أقفَرنَه ... بالايفاقِ والرَّمْى أو باستلالِ⁣(⁣٥)


(١) في الأصل: «قلت»، صوابه في اللسان.

(٢) الرجز في الحيوان (١: ٣٠٦/ ٦: ٤١٠) على هذا الوجه:

أما أتاك عنى الحديث ... إذ أنا بالغائط استغيث

والذئب وسط غنمي يعيث ... وصحت بالغائط يا خبيث.

(٣) في الأصل: «منهما»، تحريف.

(٤) ديوان الهذليين (١: ٩) والمفضليات (٢: ٢٢٥) واللسان (رجع، عيث). وقد سبق إنشاده عجزه في (رجع).

(٥) ديوان الهذليين (٢: ١٨٦) واللسان والمجمل (عيث). وفي الأصل واللسان: «أقفرنه» صوابه بتقديم الفاء كما في الديوان والمجمل.