معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حنو

صفحة 108 - الجزء 2

  باب مستقيم. ثم يشبه بهذا فيقال لبرج من بروج السماء حَمَل. قال الهذلىّ⁣(⁣١):

  كالسَّحْل البِيض جلا لونَها ... سَحُّ نِجَاءِ الحَمَل الأَسْوَلِ

باب الحاء والنون وما يثلثهما

حنو

  الحاء والنون والحرف المعتل أصلٌ واحدٌ يدلّ على تعطّف وتعوُّج. يقال حنَوْتُ الشئَ حَنْواً وحنَيْتُه، إذا عطفتَه حَنْياً. وحِنْوُ السّرجِ سمّى بذلك أيضاً، وجمعه أحناء. ومنه حنَتِ المرأة على ولدها تحنُو، وذلك إذا لم تتزوّجْ مِن بعد أبيهم، وهو من تعطّفها عليهم. وناقةٌ حنْواء: في ظهرها احديدابٌ.

  وانحنَى الشئُ ينحنى انحناء. والمَحْنِية: منعرَج الوادي. وأمّا الحَنْوَة والحِنّاء⁣(⁣٢) فنبْتَان معروفان، ويجوز أن يكون ذلك شاذًّا عن الأصل.

حنب

  الحاء والنون والباء أصلٌ واحدٌ يدلّ على الذي دلّ عليه ما قبله، وهو الاعوجاج في الشئ. فالْمحَنَّبُ: الفرسُ البعيدُ ما بين الرّجلين من غير فَحَجٍ؛ وذلك مدحٌ. ويقال إنّ الحنَب اعوجاجٌ في السّاقين. قال الخليل في تحنيب الخيل إنه إنما يوصف بالشدّة، وليس في ذلك اعوجاجٌ. وهذا خلافُ ما قاله أهلُ اللغة.

حنث

  الحاء والنون والثاء أصلٌ واحد، وهو الإثْم والحَرَج.

  يقال حَنِثَ فلانٌ في كذا، أي أثِمَ. ومن ذلك قولهم: بلغ الغلام الحِنْثَ، أي بلغ مبلغاً جرَى عليه القلم بالطّاعة والمعصية، وأثبتت عليه ذنوبُه. ومن ذلك الحِنْث


(١) هو المتخل الهذلي، كما في ديوان الهذليين ص ٤٥ من مخطوطة الشنقيطي واللسان (حمل).

(٢) حق الحناء أن تكون في مادة (حنن). ويقال فيها «حنان» أيضا.