معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

هب

صفحة 4 - الجزء 6

  الطّعام. والِجَىْء: الشَّراب، واللفظتان لا تدلّان على هذا التفسير. ويقولون:

  هَأْهَأْتُ بالإبل، إذا دعوتَها للعَلَف. وهذا خلافُ الأول. وأنشدوا:

  وما كانَ على الهِىَء ... ولا الجِىَءِ امتداحيكا⁣(⁣١)

  والهاء، هذا الحرف وها تنبيهٌ. ومن شأنهم إذا أرادوا تعظيم شئِ أنْ يُكثِرُوا فيه من التَّنبيه والإشارة. وفي كتاب اللَّه: {ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ}، ثم قال الشاعر⁣(⁣٢):

  ها إنّ تا عِذْرَةٌ إلَّا تكُنْ نفعَتْ ... فإنّ صاحِبَها قد تاهَ في البَلَدِ⁣(⁣٣)

  ويقولون في اليمين: لاهَا اللَّهِ. ويقولون: إن هاءَ تكون تلبية⁣(⁣٤). قال:

  لا بَلْ يُجِيبُكَ حينَ تدعُو باسمِهِ ... فيَقول هاءَ وطالَ ما لبَّى⁣(⁣٥)

  هاءَ يهُوءُ الرّجُل هَوْءًا. والهَوْء: الهِمَّة. قال الكِسائى: يا هَىْءَ ما لِى، تأسُّفٌ.

هب

  الهاء والباء مُعظَمُ بابِه الانتباه والاهتِزازُ والحركة، وربما دلَّ على رِقَّةِ شئ.

  الأوَّل هبَّت الريح تهُبُّ هُبوباً. وهَبّ النائم يَهُبُّ هَبًّا. ومِن أين هببتَ يا فلان، كأنّه قال: من أين جئت، من أين انتبهت لنا. وحُكِى عن يونُس:


(١) نسب في اللسان إلى الهراء. وفي المجمل: «وما كان عن اخئ». وقد سبق إنشاده في (جأ).

(٢) هو الابغة الذبياني. ديوانه ٢٧.

(٣) رواية الديوان:

ها إن ذي عذرة إلا تكن نفعت ... فإن صاحبها مشارك النكد.

(٤) في الأصل: «تنبيه»، صوابه في المجمل. وهاء، هذه تمد وتقصر، كما في اللسان.

(٥) أنشده في المجمل واللسان (ها).