معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ظبي

صفحة 474 - الجزء 3

باب الظاء والباء وما يثلثهما

ظبي

  الظاء والباء والحرف المعتل كلمتان، إحداهما الظّبْى، والأخرى ظُبَةُ السيف. وما لواحدةٍ منهما قياس. فالظَّبْى: واحدُ الظِّباء، معروف، والأنثى ظَبية، وقد يُجمع على ظُبِىٍّ. وإذا قَلَّتْ فهي أظْبٍ. و [أمّا ما] جاء

  في الحديث:

  «إذا أتيتَهُم فاربِضْ في دارهم ظَبْياً».

  فإنّه يقول: كن آمِناً فيهم كأنّك ظَبْىٌ آمن في كِناسِه لا يرى أنيساً. ويقولون: به داءُ ظبْىٍ. قالوا: معناه أنّه لا داءَ به، كما لا داءَ بالظبْى. قال:

  لا تَجهَمينا أمَّ عمرٍو فإنَّنا ... بنا داءُ ظبىٍ لم تَخُنْه قوائمُه⁣(⁣١)

  والظَّبْيَة على معنى الاستعارة: جَهَاز المرأة، وحياءُ النّاقة. والظَّبْية: جِرَاب صغير عليه شَعر. وكلُّ ذلك تشبيه.

  وأمّا الأصل الآخَر فالظُّبَة: حَدُّ السّيف، ولا يُدرى ما قياسُها، وتجمع على ظُبِين وظُباتٍ. قال قومٌ: هو من ذوات الواو، وهو من قولنا ظَبَوْت. وهذا شئٌ لا تدُلُّ عليه حُجّة. وقال في جمعِ ظبةٍ ظبِين:

  يرى الرَّاءُون بالشَّفَرات منها ... كَنارِ أبى حُباحِبَ والظُّبينا⁣(⁣٢)

باب الظاءِ والراء وما يثلثهما

ظرف

  الظاء والراء والفاء كلمةٌ كأنها صحيحة. يقولون: هذا وعاء الشئ وظَرْفُه، ثمَّ يسمُّون البراعةَ ظَرْفاً، وذكاءَ القَلْبِ كذلك. ومعنى ذلك أنّه


(١) لعمرو بن الفضفاض الجهني، كما سبق في حواشي (٣: ٤٩٠).

(٢) للكميت، كما في اللسان (ظبا) برواية: بالشفرات منا * وقود».