معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عنق

صفحة 159 - الجزء 4

عنق

  العين والنون والقاف أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على امتدادٍ في شئ، إمَّا في ارتفاعٍ وإمَّا في انسياح.

  فالأوّل العنُق، وهو وُصْلةُ ما بين الرّأس والجسد، مذكّر ومؤنَّث، وجمعه أعناق. ورجلٌ أعنق، أي طويل العنُق. وجبلٌ أعنَقُ: مشرِف. ونجدٌ أعنق، وهضْبةٌ عنقاء. وامرأةٌ عنقاءُ: طويلة العنُق. وهَضْبة مُعنِقة أيضاً. قال:

  عيطاءَ مُعْنِقَةٍ يكون أنيسُها ... وُرْقَ الحمام جميُمها لم يؤكَلِ⁣(⁣١)

  قال الأصمعىّ: المُعَنِّقات⁣(⁣٢) مثل المُعْنِقات. قال عُمَر بن لجأ:

  ومن هَضْب الأرومِ مُعَنِّقات

  قال أبو عمرو: المُعنِّق: الطويل. وأنشد:

  في تامكٍ مثل النَّقا المُعنِّقِ

  قال أبو عمرو: العنقاء فيما يقال: طائرٌ لم يبق إلّا اسمُه. وسمِّيت عنقاءَ لبياضٍ كانَ في عُنقها وفي المثَل لما لا يوجَد: «طارت به العَنْقاء». فأمَّا قولهم للجماعة عُنُق، فقياسه صحيح، لأنَّه شئٌ يتّصل بعضُه ببعض. قال اللَّه تعالى: {فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ} لَها خاضِعِينَ، أي جماعتُهم. ألَا ترى أنَّه قال: {خاضِعِينَ}، ولو كانت الأعناق أنفُسها لقال خاضعة أو خاضعات. وإلى هذا ذهبَ أبو زيد. وقال النحويُّون: لمّا كانت الأعناقُ مضافةً إليهم رَدَّ الفعل إليهم دونَها.

  قال محمد بن يزيد: لمّا كان خضوعُ أهلها بخضوع أعناقهم أخبرَ عنهم، لأنَّ


(١) لأبى كبير الهذلي. ديوان الهذليين (٢: ٩٧)، واللسان (عنق). وفي الأصل: «عيناء» صوابه من الديوان. وبدله في اللسان: «عنقاء».

(٢) في الأصل: «المنعقات»، تحريف.