معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ثنت

صفحة 392 - الجزء 1

  والثُّنْيَا من الجَزُور: الرأسُ أو غيرُه إذا استثناه صاحبُه.

  ومعنى الاستثناء من قياس الباب، وذلك * أنّ ذكره يثنَّى مرّةً في الجملة ومرّةً في التفصيل؛ لأنَّك إذا قلت: خَرَجَ الناسُ، ففي الناس زيدٌ وعمرٌو، فإذا قلتَ:

  إلا زيداً، فقد ذكرتَ به زيداً مرةً أخرى ذكراً ظاهراً. ولذلك قال بعضُ النحويِّين: إنّه خرج مما دخل فيه، فعمل فيه ما عمل عشرون في الدِّرْهم. وهذا كلامٌ صحيحٌ مستقيم.

  والمِثْناةُ: طَرَف الزِّمام في الخِشاش، كأنّه ثاني الزّمام. وَالمَثْناة: ما قُرِئ من الكتاب وكرِّر. قال اللّه تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي} أراد أنّ قراءتها تثَنَّى وتُكَرَّرُ.

ثنت

  الثاء والنون والتاء كلمةٌ واحدة. ثَنِتَ اللّحمُ تغيَّرَتْ رائحتُه وقد يقولون ثَتِن⁣(⁣١). قال:

  ... وثتِنَت لِثاتُه دِرْحايَهْ⁣(⁣٢)

باب الثاء والهاء وما يثلثهما

ثهل

  الثاء والهاء واللام كلمةٌ واحدة وهو جبَل يقال له ثهْلَان، وهو مشهور. وقد قالوا - وما أحسبه صحيحاً - إنّ الثَّهَلَ الانبساطُ على وجه الأرض.


(١) ويقولون أيضاً «نثت» بتقديم النون.

(٢) الدرحاية: فعلاية من درح، والدرحاية الكثير اللحم لقصير السمين الضخم البطن، اللئيم الحلقة. وأنشد نظيره في اللسان (ثتن):

... وثتن لثاته تئبايه ...

وقال: «تئبايه، أي يأبى كل شئ».