معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بدع

صفحة 209 - الجزء 1

  هذا العدد. ويقولون غُلامٌ بدرٌ، إِذا امتلَأَ شباباً. فأمّا «بدرٌ» المكانُ فهو ماءٌ معروف، نُسِب إِلى رجلٍ اسمه بدر⁣(⁣١). وأمَّا البوادر من الإِنسان وغيره فجمع بادرة، وهي اللَّحمة التي بَينَ المنكب والعنُق⁣(⁣٢)، وهي من الباب لأنّها ممتلئة.

  قال شاعر:

  ... وجاءت الخيل محمَرًّا بوادرُها⁣(⁣٣) ...

  والأصل الآخر: قولُهم بَدَرت إلى الشئ وبادَرْت. وإنما سمِّى الخَطاءُ بادرةً لأنّها تبدُر من الإِنسان عند حِدّةٍ وغضب. يُقالُ كانت منه بَوَادِرُ، أي سَقَطاتٌ.

  ويقال بَدَرَتْ دَمْعتُه وبادرَتْ، إِذا سبقَت، فهي بادرة، والجمعُ بوادر. قال كثير:

  إذا قِيلَ هَذِى دارُ عَزَّةَ قَادنى ... إليها الهَوى واستعجلْتنِى البوادِرُ

بدع

  الباء والدال والعين أصلان: أحدهما ابتداءِ الشئ وصنعه لا عَنْ مِثال، والآخر الانقطاع والكَلال.

  فالأول قولهم أبْدعْتُ الشئَ قولًا أو فِعلًا، إذا ابتداتَه لا عن سابِق مِثال واللَّه {بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ}. والعرب تقول: ابتدَعَ فلان الرَّكِىَّ إذا استنبَطَه.

  وفلانٌ بِدعٌ في هذا الأمر. قال اللَّه تعالى: {ما كُنْتُ بِدْعاً} مِنَ الرُّسُلِ أي ما كنتُ أوّل.


(١) انظر معجم البلدان (بدر) حيث الخلاف في نسبته.

(٢) في الأصل: «من المنكب والعنق»، صوابه من المجمل واللسان (٥: ١١٣).

(٣) لخراشة بن عمرو العبسي، كما في اللسان (بدر). وعجزه:

... زورا وزلت يد الرامي عن الفوق ... .