معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عدو

صفحة 249 - الجزء 4

عدو

  العين والدال والحرف المعتل أصلٌ واحدٌ صحيحٌ يرجع إليه الفروعَ كأنّها، وهو يدلُّ على تجاوُزِ في الشئ وتقدُّمٍ لما ينبغي أن يقتصر عليه.

  من ذلك العَدّو، وهو الحُضْر. تقول: عدا يعدو عَدْواً، وهو عادٍ. قال الخليل:

  والعُدُوُّ مضموم مثقّل، وهما لغتان: إحداهما عَدْو كقولك غَزْو، والأُخرى عُدُوّ كقولك حُضور وقُعود. قال الخليل: التعدِّى: تجاوز ما ينبغي أن يُقْتَصَر عليه.

  وتقرأ هذه الآية على وجهين: {فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً} بِغَيْرِ عِلْمٍ وعدوّا⁣(⁣١).

  والعادي: الذي يعدو على الناس ظُلْماً وعُدواناً. وفلانٌ يعدو أمرَكَ، وما عَدَا أنْ صَنَع كذا. ويقال من عَدْوِ الفرس: عَدَوَانٌ، أي جيِّد العَدْوِ وكثيرُه. وذئب عَدَوَانٌ: يعدُو على الناس. قال:

  تَذْكُرُ إذ أنت شديدُ القَفْزِ⁣(⁣٢) ... نَهْدُ القُصَيْرَى عَدَوانُ الجَمْزِ⁣(⁣٣)

  وتقول: ما رأيت أحداً ما عدا زَيْداً. قال الخليل: أي ما جاوَزَ زيداً.

  ويقال: عدا فلانٌ طَورَه. ومنه العُدْوانُ، قال: وكذلك العَدَاء، والاعتداء، والتعدِّى. وقال أبو نُخَيلة:

  ما زال يَعدُو طَورَه العبدُ الرَّدِى ... ويعتدى ويعتدى ويعتدى

  قال: والعُدْوان: الظلم الصُّراح⁣(⁣٤). والاعتداء مشتقُّ من العُدْوَان. فأمَّا


(١) هذه قراءة يعقوب والحسن. وقراءة الجمهور: {عَدْواً} بفتح العين وسكون الدال.

إتحاف فضلاء البشر ٢١٥.

(٢) في الأصل: «الفقر»، وصوابه من اللسان (عدا).

(٣) بعده في اللسان:

وأنت تعدو بخروف مبزى.

(٤) في الأصل: «التراح»، صوابه في المجمل.