معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ضبح

صفحة 385 - الجزء 3

ضبح

  الضاد والباء والحاء أصلانِ صحيحان: أحدهما صوتٌ، والآخَرُ تغيُّرُ لون من فعلِ نار.

  فالأوَّل قولُهم: ضبَحَ الثّعلبُ يَضْبَح ضَبْحاً. وصَوْتُه الضُّبَاح، وهو ضابح.

  قال:

  دعوتُ ربِّى وهو لا يُخَيِّبُ ... بأنّ فيها ضابحاً ثعَيلِبْ

  فأمّا قولُه تعالى: {وَالْعادِياتِ ضَبْحاً} فيقال هو صوتُ أنفاسها، وهذا أقيَسُ، ويقال: بل هو عدْوٌ فوق التَّقْريب. وهو في الأصل ضَبَع، وذلك أن يمُدّ ضَبْعَيْه حتى لا يجدَ مَزِيداً. وإن كان كذا فهو من الإبدال.

  وأمّا الأصل الثاني فالضَّبْح: إحراقُ أعالي العُود بالنار. والضِّبْح: الرَّماد.

  والحجارة المضبوحة هي قَدَّاحة النّار، التي كأنها محترقة. قال:

  والمرْوَذَا القَدَّاحِ مضبوحَ الفِلَق⁣(⁣١)

  ويقال الانضباح تغيُّرُ اللون إلى السواد.

ضبد

  الضاد والباء والدال ليس بشئ. وإن كان ما ذكره ابنُ دريد صحيحا، من أن الضَّبَد الضَّمَد، فهو من باب الإبدال. قال: يقال أضْبَدْتُه، إذا أنت أغضبْتَه⁣(⁣٢).


(١) لرؤبة بن العجاج. وقبله في ديوانه ١٠٦ واللسان (ضبح):

يتركن ترب الأرض مجنون الصبق.

(٢) في الجمهرة (١: ٢٤٤): «ضبدت الرجل تضبيدا: ذكرته بما يغضبه». ومثله في القاموس.

وفي اللسان: «ضبدته» مخفف الباء.