بوه
بوه
  الباء والواو والهاء ليس بأصلٍ عندي، وهو كلامٌ كالتهكُّم والهُزْء. يقولون للرَّجُل الذي لا خَيْر فيه ولا غَنَاءَ عِنده: بُوهَة. قال:
  يا هِنْدُ لا تَنْكحِى بُوهَةً ... عليهِ عَقِيقتُه أحسَبَا(١)
  ومثله قولهم إنَّ البُوهَ طائرٌ مثلُ البُومة. قال:
  ... كالبُوهِ تَحْتَ الظُّلَّةِ المرشُوشِ(٢) ...
  قال: يقول: كأني طائرٌ قد تَمَرَّطَ ريشُه من الكِبَر، فرُشَّ عليه الماءِ ليكون أسْرَع لنَبَات رِيشِه. قال: هو يُفعل هذا بالصُّقُورةِ خَاصَّةً. قالوا: وإيّاه أرادَ امرؤُ القَيس، فشبَّه به الرّجُلَ. وهذا يدلُّ على ما قُلْناه. وكذلك البُوهَة، وهو ما طارَتْ به الرِّيح من التُّراب. يقال: «أهْوَنُ مِن صُوفَةٍ في بُوهَةٍ».
باب الباء والياء وما يثلتهما
بيت
  الباء والياء والتاء أصلٌ واحد، وهو المأْوَى والمآب ومَجْمَع الشَّمْل. يقال بيتٌ وبُيوتٌ وأبياتٌ. ومنه يقال لبيت الشِّعر بيتٌ على التشبيه لأنه مَجْمَع الألفاظِ والحروفِ والمعانِى، على شرطٍ مخصوصٍ وهو الوَزْن. وإيَّاهُ أراد القائل:
  وبَيتٍ على ظَهْرِ المَطِىِّ بَنَيْتُه ... بأسْمَرَ مَشْقُوق الخياشِيم يَرْعَفُ(٣)
(١) البيت لامرئ القيس في ديوانه ١٥٤ والمجمل واللسان (بوه، عقق، حسب).
(٢) البيت لرؤبة في ديوانه ٧٩ واللسان (بوه). وقبله:
لما رأتني نزق التحفيش ... ذا رثيات دهش التدهيش.
(٣) البيت في اللسان (٢: ٣١٩).