معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

طرق

صفحة 449 - الجزء 3

  وأمَّا الأصل الآخر فالطَّرْف، وهو تحريك الجفون في النّظَر. هذا هو الأصل ثم يسمُّون العينَ الطَّرْف مجازاً. ولذلك يسمَّى نجمٌ من النُّجُوم الطَّرْفة⁣(⁣١)، كأنّه فيما أحسب طرْفُ الأسَد. قال جرير:

  إنّ العيون التي في طَرْفِها مرضٌ ... قَتَلْنَنَا ثم لم يُحْيِينَ قتلانا⁣(⁣٢)

  فأما الطِّرَاف فإِنه بيتٌ من أَدَم، وهو شاذٌّ عن الأصلين اللذين ذكرناهما.

طرق

  الطاء والراء والقاف أربعة أصول: أحدها الإِتيان مَساءً⁣(⁣٣)، والثاني الضَّرْب، والثالث جنسٌ من استرخاء الشئ، والرابع خَصْف شئ على شئ.

  فالأوَّل الطُّرُوق. ويقال إنّه إتيان المنزِل ليلًا. قالوا: ورجلٌ طُرَقَةٌ، إذا كان يَسْرِى حتى يطرُقَ أهلَه ليلًا. * وذُكِرَ أنَّ ذلك يقال بالنهار أيضاً، والأصل اللَّيل: والدَّليل على أنَّ الأصلَ اللّيل تسميتُهم النّجم طارقاً؛ لأنّه يَطلُعُ ليلًا.

  قالوا: وكلُّ مَن أتى ليلًا فقد طَرَق. قالت:

  نحنُ بناتُ طارقِ⁣(⁣٤)


(١) وكذا في المجمل والقاموس. وفي اللسان (طرف) والأزمنة والأمكنة (١: ١٩١، ٣١٨): «الطرف» بدون هاء. قال المرزوقي: «وأما الطرف فكوكبان يبتدان الجبهة بين يديها، يقولون: هما عين الأسد».

(٢) ديوان جرير ٥٩٥، والعمدة (١: ١٣٥). ويروى: «في طرفها حور» كما في زهر الآداب (٤: ٢١٥) والأغانى (٧: ٣٧). والبيت من المائة المختارة في الأغانى (٧: ٣٥).

(٣) في الأصل: «مكانا».

(٤) الرجز لهند بنت بياضة بن رباح بن طارق الإيادى كما في اللسان (طرق). وبعده:

لا ننثنى لوامق ... نمشى على النمارق

المسك في المفارق ... والدر في المخالق

إن تقبلوا نعانق ... أو تدبروا نفارق

فراق غير وامق.