معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عثر

صفحة 228 - الجزء 4

باب العين والثاء وما يثلثهما

عثر

  العين والثاء والراء أصلانِ صحيحان، يدل أحدهما على الاطِّلاع على الشئ، والآخر [على] الإثارة للغُبار.

  فالأوَّل عَثَر يعثُر عُثُوراً، وعثر الفرسُ يعثُر عِثاراً، وذلك إذا سقَطَ لوجهه.

  قال بعض أهل العلم: إنما قيل عَثَر من الاطِّلاع، وذلك أنَّ كل عاثرٍ فلا بدَّ أن ينظر إلى موضع عَثْرته. ويقال: عَثَر الرجل يعثُر عُثوراً وعَثراً، إذا اطَّلع على أمرٍ لم يطَّلع عليه غيرُه. كذا قال الخليل. وأعثَرْتُ فلاناً على كذا، إذا أطلعتَه عليه.

  قال اللَّه تعالى: {فَإِنْ عُثِرَ} عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً، أي إن اطُّلِع. وقال تعالى:

  {وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ}. والعاثور: المكان يُعثَر به. قال:

  وبلدةِ كثيرةِ العاثور⁣(⁣١)

  أراد كثيرة المتالف.

  والأصل الآخر العِثْيَر [والعِثْيرة]، وهو الغُبار الساطع. قال:

  ترى لهم حَولَ الصِّقَعْل عِثْيرهْ⁣(⁣٢)

  فأمَّا قولهم: ما رأيتُ له أثراً ولا عَثْيَراً، فقالوا: العَثْيَر: ما قُلِب من تراب أو مَدَر. وهو راجعٌ إلى ما ذكرناه. وقال:


(١) للعجاج في ديوانه ٢٧ واللسان (عثر). ورواية الديوان:

بل بلدة مرهوبة العاثور.

(٢) أنشده في اللسان (صقعل، عثر)، والمخصص (٤: ١٤٧).