معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

كرز

صفحة 168 - الجزء 5

  وجدتُه كَاذِباً. ورجل كَذَّابٌ وكُذَبَةٌ. ثم يقال: حَمَلَ فلانٌ ثم كَذَبَ وكَذَّبَ، أي لَم يصدُق في الحَمْلة. وقال أبو دُواد:

  قلتُ لَمَّا نَصَلَا من قُنَّةٍ ... كَذَب العَيْرُ وإن كان بَرَحْ⁣(⁣١)

  وزعموا أنّه يقال كَذَب لبنُ الناقة: ذهب. وفيه نظر، وقياسُه صحيح. ويقولون ما كذَّبَ فلانٌ أن فَعَل كذا، أي ما لبث، وكلُّ هذا من أصلٍ واحد. فأمّا قول العرب: كَذَبَ عليكَ كذا، وكذبَكَ كَذا، بمعنى الاغراء، أي عليك به، أو قد وجب عليك، كما

  جاء في الحديث: «كَذَبَ عليكم الحَجُّ».

  أي وجب - فكذا جاء عن العرب. ويُنشِدون في ذلك شعرًا * كثيراً منه قوله:

  وذُبْيانيَّةٍ وصَّتْ بنيها ... بأنْ كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوف⁣(⁣٢)

  وقول الآخر⁣(⁣٣):

  كذَبتُ عليكم أَوعِدُوني وعلِّلوا ... بي الأرضَ والأقوامَ قِردانَ مَوظَبا

  وما أحسِب ملخّصَ هذا وأظنُّه [إلّا] من الكلام الذي درَجَ ودرجَ أهلُه ومن كان يعلمه.

باب الكاف والراء وما يثلثهما

كرز

  الكاف والراء والزاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على اختباء وتستُّر لواذ. يقال: كارَزَ إلى المكان، إذا مال إليه واختبأ فيه. وأنشد:


(١) أنشده في اللسان (كذب).

(٢) لمعقر بن حمار البارقي، كما سبق في حواشي (قرف).

(٣) هو خداش بن زهير. اللسان (كذب، وظب) وإصلاح المنطق ٣٢٤.