معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بدح

صفحة 214 - الجزء 1

بدح

  الباء والدال والحاء أصلٌ واحدٌ تُرَدُّ إليه فُروعٌ متشابهة، وما بعد ذلك فكلُّه محمولٌ على غيره أو مُبْدَلٌ منه. فأمّا الأصل فاللِّين والرَّخاوَة والسُّهولة. قال الهُذَلىُّ⁣(⁣١):

  كأنَّ أتِىَّ السَّيْلِ مَدَّ عليهمُ ... إذا دفعَتْهُ في البَدَاحِ الجَراشِعُ⁣(⁣٢)

  ثم اشتُقّ من هذا قولُهم للمرأة البَادِن الضَّخمة بَيْدَح⁣(⁣٣). قال الطرمّاح:

  أَغَارُ على نَفْسِى لسَلْمةَ خالِياً ... ولو عرَضَتْ لي كلُّ بَيضاءَ بَيْدَحِ⁣(⁣٤)

  قال أبو سعيد: البَدْحاء من النِّساء الواسعة الرُّفْغ. قال:

  ... بَدْحَاء لا يَسْتُرُهُ فَخْذَاها ...

  يقال بَدَحَتِ المرأةُ [و] تبدَّحَتْ، إذا حسُنَتْ مِشْيتها. قال الشّاعر:

  يَبْدَحْنَ في أَسْوُقٍ خُرْسٍ خَلاخِلها ... مَشْىَ المِهارِ بماء تَتَّقِى الوَحَلا⁣(⁣٥)

  وقال آخر:

  يَتْبَعْنَ سَدْوَ رَسْلَةٍ تَبدَّحُ⁣(⁣٦) ... يقودُها هادٍ وعينٌ تَلْمَحُ

  تَبَذح: تَبَسَّط. ومن هذا الباب قول الخليل: [البَدْح] ضربُك بشئ فيه


(١) هو أسامة بن الحارث الهذلي من قصيدة في ديوان الهذليين نسخة الشنقيطي ص ٨٥.

(٢) في الأصل: «الخراشع» تحريف. والجراشع، كما في اللسان (٩: ٣٩٧): أودية عظام. وأنشد البيت.

(٣) لم يذكرها في اللسان، وجاءت في المجمل والقاموس. وفي القاموس واللسان (بذخ):

«امرأة يبذخ أي باذن».

(٤) البيت لم يرو في ديوان الطرماح.

(٥) صدر هذا البيت في اللسان (٣: ٢٣١).

(٦) هذه الكلمة ساقطة من الأصل، وإثباتها من اللسان (٣: ٢٣١).