معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

أمت

صفحة 137 - الجزء 1

أمت

  الهمزة والميم والتاء أصلٌ واحد لا يقاس عليه، وهو الأَمْتُ، قال اللَّه تعالى: {لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً}. قال الخليل: العِوَج والأمْتُ بمعنًى واحد. وقال آخرون - وهو ذلك المعنى - إنّ الأمْتَ أن يغلُظ مكانٌ ويَرِقَ مكان.

أمد

  الهمزة والميم والدال، الأمد: الغاية. كلمةٌ واحدة لا يقاس عليها.

أمر

  الهمزة والميم والراء أصولٌ خمسةٌ: الأمر من الأمور، والأمر ضدّ النهى، والأَمَر النَّماء والبَرَكة بفتح الميم، والمَعْلَم، والعَجَب.

  فأمّا الواحد من الأمور فقولهم هذا أمر رَضِيتُهُ، وأمرٌ لا أرضاه. وفي المثل:

  «[أمْرٌ] ما أتَى بك». ومن ذلك في المثل: «لأمْرٍ ما يُسوَّد من يَسُودُ⁣(⁣١)».

  والأمر الذي هو نقيض النَّهْى قولك افعَلْ كذا. قال الأصمعىّ: يقال: لي عليك أمْرَةٌ مطاعَةٌ، أي لي عليك أنْ آمُرَكَ مرّةً واحدةً فتُطِيعَنى. قال الكسائي:

  فلان يُؤَامِرُ نفسَيْه، أي نفسٌ تأمره بشئٍ ونفسٌ تأمره بآخَر. وقال: إنّه لأَمُورٌ بالمعروف ونَهِيٌّ عن المنكر⁣(⁣٢)، من قوم أُمُرٍ. ومن هذا الباب الإمْرَة والإمارة، وصاحبها أميرٌ ومؤمَّر. قال ابن الأعرابيّ: أمَّرتُ فلاناً أي جعلتُه أميراً. وأَمَرْتُه وآمرتُه كلُّهن بمعنًى واحد⁣(⁣٣). قال ابنُ الأعرابيّ: أَمر فلانٌ على قومه، إذا صار


(١) لعل أقدم من استعمل هذا المثل في شعره أنس بن مدركة الخثعمي، قال:

عزمت على إقامة ذي صباح ... لأمر ما يسود من يسود

انظر الحيوان (٣: ٨١) وسيبويه (١: ١١٦) والخزانة (١٠: ٤٧٦). وأمثال الميداني (٢: ١٣٠).

(٢) نقل في اللسان كلام ابن برى على «نهى» فروى العبارة: «نهو عن المنكر» وقال:

كان قياسه أن يقال نهى، لأن الواو والياء إذا اجتمعتا وسبق الأول بالسكون قلبت الواو ياء.

(٣) المعروف في هذا المعنى صيغة التشديد فقط.