زبر
  وربَّما حملوا على هذا واشتقّوا منه. فحكى الفرّاءُ عن العرب: أزْبَدَ السِّدرُ، إذا نَوَّر. ويقال زَبَدَتْ فلانةُ سِقاءَها، إذا مَخَضَتْه حتَّى يُخرِج زُبدَه.
  ومن * الباب الزَّبْد، وهو العطيّة. يقال زَبَدْتُ الرّجلَ زَبْدا: أعطيتُه.
  وقال رسول اللَّه ÷: «إنّا لا نَقبل زَبْد المُشْركين».
  يريد هداياهم.
زبر
  الزاء والباء والراء أصلان: أحدهما يدلُّ على إِحكام الشئ وتوثيقه، والآخَر يدلُّ على قراءةٍ وكتابةٍ وما أشبه ذلك.
  فالأوّل قولهم زَبَرْت البِئر، إذا طويتَها بالحجارة. ومنه زُبْرة الحديد، وهي القِطعة منه، والجمع زُبَر. ومن الباب الزُّبْرة: الصّدر. وسُمّى بذلك لأنّه كالبئر المزبورة، أي المطويّة بالحجارة. ويقال إنّ الزُّبْرة من الأسد مُجتمع وَبَرِه في مِرفقيْه وصدره. وأسد مَزْبَرانىٌّ، أي ضخم الزُّبْرة.
  ومن الباب الزَّبِير، وهي الدّاهية. ومن الباب: أخَذَ الشّئَ بزَوْبَرِه، أي كُلِّه. ومنه قول ابن أحمَر(١) في قصيدته:
  عُدَّتْ علىَّ بِزَوْبَرَا(٢)
(١) في الأصل: «ابن الحمر»، صوابه من المجمل واللسان.
(٢) البيت بتمامه كما في اللسان:
وإن قال عاو من معد قصيدة ... بها جرب عدت على بزوبرا
وفي الصحاح: «إذا قال غاو من تنوخ». وكلمة «زوبر» إحدى الكلمات التي لم تسمع إلا في شعر ابن أحمر، ومثلها «ماموسة» علم للنار، جاءت في قوله يصف بقرة:
تطايح الطل عن أعطافها صعدا ... كما تطايح عن ماموسة الشرر
وكذلك سمى حوار الناقة «بابوسها» ولم يسمع في شعر غيره. وهو قوله:
حنت فلوصى إلى بابوسها جزعا ... فما حنينك أم ما أنت والذكر
وسمى ما يلف على الرأس «أرنة» ولم توجد لغيره، وهو قوله:
وتلفع الحرباء أرنته ... متشاوساً لوريده نعر.