معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

بس

صفحة 181 - الجزء 1

بسّ

  الباء والسين أصلان: أحدهما السَّوْق، والآخر فَتُّ الشَّئ وخَلْطه. فالأوّل قوله تعالى: {وَبُسَّتِ} الْجِبالُ بَسًّا يقال سِيقَت سَوْقا. وجاء

  في الحديث: «يجئُ قومٌ من المدينة يبسُّون⁣(⁣١)، والمدينةُ خيرٌ لهم لو كانُوا يَعْلَمُون».

  ومنه قول أبى النجم:

  ... وانبَسَّ حَيَّاتُ الكَثيب الأهْيَلِ⁣(⁣٢) ...

  أَى انْسَاقَ. والأصل الآخر قولهم بُسّت الحنطة وغيرها أي فُتّتْ. وفُسِّر قوله تعالى: {وَبُسَّتِ} الْجِبالُ بَسًّا على هذا الوجهِ أيضاً. ويقال لتلك البَسِيسة.

  وقال شاعر:

  ... لا تَخبِزَا خَبْزاً وبُسَّا بَسَّا⁣(⁣٣) ...

  يقول: لا تخبزا فتُبطِئَا⁣(⁣٤) بل بُسَّا السَّويقَ بالماء وكُلَا. فأمّا قولهم: بَسَّ بالنّاقة وأبسّ بها إذا دعاها للحَلَبْ فهو من الأوَّل. وفي أمثال العرب: «لا أفْعَلُ ذَلِكَ ما أبَسَّ عبْدٌ بناقة»، أي ما دَعاها للحَلَبْ. قال شاعر:

  فَلَحَا اللَّهُ طالبَ الصُّلحِ مِنّا ... ما أَطافَ المُبِسُّ بالدَّهْماءِ⁣(⁣٥)


(١) لفظه في اللسان (٧: ٣٢٥): «من المدينة إلى الشام واليمن والعراق يبسون».

ويقال بسست الدابة وأبسستها، إذا سقتها وزجرتها وقلت لها بس بس. وفي الأصل: «يبيتون» محرفة.

(٢) أنشده الجاحظ في الحيوان (٤: ٢٥٦) وقال: «انبست الحيات، إذا تفرقت وكثرت».

وأنشده في اللسان (٧: ٣٢٧) بدون نسبة، وفسره بمعنى انسابت على وجه الأرض.

(٣) الرجز للهفوان العقيلي أحد لصوص العرب. انظر معجم المرزباني ٤٩٢ ونوادر أبى زيد ١٢، ٧٠ والحيوان (٤: ٤٩٠) والمخصص (٧: ١٢٧) وتهذيب الألفاظ ٦٣٦.

(٤) في الأصل: «قبطيا»، صوابه ما أثبت مطابقاً ما في معجم المرزباني.

(٥) البيت لأبى زبيد الطائي، كما في أمالي القالى (١: ١٣٢).