معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

قوت

صفحة 38 - الجزء 5

  وقد تسكن واوها فيقال قُوبَاء. ويقولون: «تخلَّصَتْ قائِبةٌ من قُوب» أي بيضة من فَرْخ؛ يضرب مثلًا للرّجُل يفارِقُ صاحبَه.

قوت

  القاف والواو والتاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إمساكٍ وحفظٍ وقُدرةٍ على الشَّئ. من ذلك قولُه تعالى: {وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً}، أي حافظاً له شاهداً عليه، وقادراً على ما أراد. وقال:

  وذي ضِغْنٍ كَفَفْتُ النَّفْسَ عنه ... وكنتُ على إساءته مُقِيتَا⁣(⁣١)

  ومن الباب: القُوت ما يُمْسِكُ الرَّمَق؛ وإنَّما سُمِّى قُوتاً لأنَّه مِساكُ البَدَن وقُوَّتُه. والقَوْت: العَوْل. يقال: قُتُّه قَوْتاً، والاسم القُوت. ويقال: اقتَتْ لنارك قِيتةً، أي أطعِمْها الحَطَب. قال ذو الرُّمَّة:

  فقلتُ له ارْفَعْهَا إليكَ وأَحْيِها ... برُوحِكَ واقْتَتْهُ لها قِيتةً قَدْرا⁣(⁣٢)

قود

  القاف والواو والدال أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على امتدادٍ في الشئ، ويكون ذلك امتداداً على وجه الأرض وفي الهواء. من ذلك القُود: جمع قَوْداء، وهي النَّاقة الطويلة العُنُق. والقَوْدَاء: الثَّنِيَّة الطَّويلة في السماء. وأفراسٌ قُودٌ: طِوالُ الأعناق. قال النَّابغة:

  قُودٌ براها [قِيادُ الشُّعبِ فانهدمت ... تَدْمَى دوابرُها محذُوَّةً خَدَمَا⁣(⁣٣)]


(١) لأبى قيس بن رفاعة، أو الزبير بن عبد المطلب، كما في اللسان (قوت). وأنشده في إصلاح المنطق ٣٠٧ والمخصص (٢: ٩١) بدون نسبة.

(٢) ديوان ذي الرمة ١٧٦ واللسان (قوت، روح).

(٣) ورد البيت مبتورا في الأصل، وعترت عليه تاما في شرح ابن السكيت لديوان النابغة (مخطوطة مكتبة أحمد الثالث بتركيا) الورقة ٧٢. وفيه: «ويروى فانهدمت واندمجت» و «روى الأصمعي:

قياد الغزو».