معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

دين

صفحة 319 - الجزء 2

دين

  الدال والياء والنون أصلٌ واحد إليه يرجع فروعُه كلُّها.

  وهو جنسٌ من الانقياد والذُّل. فالدِّين: الطاعة، يقال دان له يَدِين دِيناً، إذا أصْحَبَ وانقاد وطَاعَ. وقومٌ دِينٌ، اى مُطِيعون منقادون. قال الشاعر:

  ... وكانَ النّاس إلّا نحنُ دِينا⁣(⁣١) ...

  والمَدِينة كأنّها مَفْعِلة، سمّيت بذلك لأنّها تقام فيها طاعةُ ذَوِى الأمر.

  والمَدينة: الأمَة. والعَبْدُ مَدِينٌ، كأنّهما أذلّهما العمل. وقال:

  رَبَتْ وَرَبَا في حِجْرِها ابنُ مدينةٍ ... يظل على مِسحاتِهِ يَترَكْلُ⁣(⁣٢)

  فأمَّا قول القائل:

  ... يا دِينَ قَلْبُكَ مِن سَلْمَى وقد دِينا⁣(⁣٣) ...

  فمعناه: يا هذا دِينَ قلبُك، أي أُذِلَّ. فأمّا قولهم إنّ العادة يقال لها دينٌ، فإن كان صحيحاً فلأنَّ النفسَ إذا اعتادت شيئاً مرَّتْ معه وانقادت له. وينشدون في هذا:

  كدِينِكَ مِن أمِّ الحُويرِثِ قَبْلَهَا ... وجارتِها أُمِّ الرَّباب بمَأْسَلِ⁣(⁣٤)

  والرواية «كَدَأبك»، والمعنى قريبٌ.

  فأمَّا قوله جلّ ثناؤُه: {ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ} الْمَلِكِ، فيقال:

  في طاعته، ويقال في حكمه. ومنه: {مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} أي يوم الحكم. وقال


(١) أنشد هذا الجزء في اللسان (دين ٧٨ س ٤).

(٢) البيت للأخطل في ديوانه ٥ واللسان (دين، مدن، ركل). وسبق إنشاده في (١ ٣٣٤).

(٣) أنشد هذا الصدر في اللسان (دين ٢٨، ٢٩).

(٤) لامرئ القيس في معلقته.