معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عبس

صفحة 210 - الجزء 4

  عِبرٌ مساوٍ لصاحبه⁣(⁣١) فذاك عِبرٌ لهذا، وهذا عِبرٌ لذاك. فإذا قلت اعتبرت الشَّئَ، فكأنك نظرتَ إلى الشَّئ فجعلتَ ما يَعْنِيك عِبراً لذاك: فتساويا عندك. هذا عندنا اشتقاقُ الاعتبار. قال اللَّه تعالى: {فَاعْتَبِرُوا} يا أُولِي الْأَبْصارِ، كأنّه قال: انظروا إلى مَنْ فعل ما فَعل فعُوقِب بما عوقب به، فتجنَّبوا مثلَ صنيعهم لئلَّا ينزل بكم مثلُ ما نَزَل بأولئك. ومن الدَّليل على صِحَّة هذا القياس الذي ذكرناه، قولُ الخليل: عَبَّرت الدَّنانيرَ تعبيراً، إذا وزَنْتَها ديناراً [ديناراً].

  قال: والعِبرة: الاعتبارُ بما مضى.

  ومما شذَّ عن الأصل: المُعْبَر من الجِمال: الكثير الوَبر. والمُعْبَر من الغِلمان:

  الذي لم يُخْتَن. وما أدرِى ما وجهُ القياس في هذا. وقال في المُعْبَر الذي لم يُختَن بشرُ بن [أبى] خازم:

  وارمُ العَفْل مُعْبَرُ⁣(⁣٢)

  ومن هذا الشّاذّ: العبير، قال قوم: هو الزَّعفران. وقال قوم: هي أخلاطُ طِيب. وقال الأعشَى:

  وتَبرُد بَردَ رِداء العَرُو ... سِ بالصيف رَفْرقتَ فيه العبيرا⁣(⁣٣)

عبس

  العين والباء والسين أصلٌ صحيح يدلُّ على تكرُّه


(١) في الأصل: «صاحب».

(٢) سبق الاستشهاد بهذا الجزء في (عفل). والبيت بتمامه كما في اللسان (عبر، عقل):

جزيز القفا شبعان يربض حجرة ... حديث الخصاء وارم العفل معبر.

(٣) ديوان الأعشى ٦٩ واللسان (عبر، رقق). وقد سبق في (رق).