كفل
باب الكاف والفاء وما يثلثهما
كفل
  الكاف والفاء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تضمُّنِ الشَّيء للشيء. من ذلك الكِفْل: كِساءٌ يدار حَولَ سَنام البعير. ويقال هو كساءٌ يُعقَد طَرَفاه على عَجُز البعير ليركبَه الرَّدِيف.
  وفي الحديث: «لا تَشْرَبوا من ثُلْمةِ الإناء فإِنَّه كِفْلُ الشَّيطان».
  وإنَّما سمِّي بذلك لما ذكرناه من أنَّه يدور على السَّنام أو العَجُز، فكأنَّه قد ضُمِّنه. فأمَّا قولُهم للرّجل الجَبَان كِفْل، وهو الذي يكون في آخِرِ الحرب إنَّما هِمَّتُه الإحجام، فهذا إنّما شبه بالكِفْل الذي ذكرناه، أي إنَّه محمولٌ لا يَقدِرُ على مَشْيٍ ولا حركة، شَبَّهوه بالكِفْل، كما قال الشَّاعر(١):
  أعْيا فنُطْناه مَنَاط الجَرِّ ... ثم شَدَدْنا فوقه بمَرِّ(٢)
  وللشُّعراء في هذا كثير. وجميع هذا الكِفْل أَكْفال. قال الأعشى:
  ... ولا عُزَّلٍ ولا أكْفالِ(٣) ...
  ومن الباب - وهو يصحِّح القياس الذي ذكرناه - الكَفِيل، وهو الضامن(٤)، تقول: كَفَل به يَكفُل كَفالةً. والكَافل: الذي يكفُل إنساناً يَعُوله. قال اللَّه
(١) يعنى الراجز.
(٢) أنشده في اللسان (جرر، مرر). وقد سبق في (جر).
(٣) البيت بتمامه كما في الديوان ١١ واللسان (ميل، عور، عزل، كفل):
غير ميل ولا عوارير في الهي ... جا ولا عزل ولا أكفال.
(٤) والأنثى كفيل أيضا، وقد يقال للجمع كفيل.