معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

سنه

صفحة 103 - الجزء 3

  أسمال. وسَمَّلت⁣(⁣١) البئر: نقَّيتها. وأما الإسمال، وهو الإصلاح بين النَّاس، فمن هذه الكلمة الأخيرة، كأنه نَقَّى ما بينهم من العَداوة. واللَّه تعالى أعلم.

باب السين والنون وما يثلثهما

سنه

  السين والنون والهاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على زمانٍ. فالسَّنَة معروفة، وقد سقطت منها هاء. ألا ترى أنّك تقول سُنيْهَة. ويقال سَنَهَتِ النخلةُ، إذا أتت عليها الأعوام⁣(⁣٢). وقوله جل ذكره: {فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ}، أي لم يصر كالشئ الذي تأتى عليه السنُون فتغيِّره. والنَّخْلة السَّنْهاء⁣(⁣٣).

سنى

  السين والنون والحرف المعتل أصلٌ واحد يدلُّ على سقْى، وفيه ما يدل على العلوّ والارتفاع. يقال سَنَتِ النَّاقةُ، إذا سقت الأرض، تسنُو، وهي السّانِيَة. والسّحابةُ تسنُو الأرضَ. والقوم يَسْتَنُون⁣(⁣٤) لأنفسهم إذا استَقَوا.

  ومن الباب سانيت الرَّجُلَ، إذا راضيتَه، أُسانيه؛ كأن الوُدَّ قد كان ذَوَى ويَبِس، كما جاء

  في الحديث: «بُلُّوا أرحامَكم ولو بالسَّلام».

  وأمّا الذي يدلُّ على الرِّفعة فالسَّناء ممدود، وكذلك إِذا قصرته دلَّ على الرفعة،


(١) يقال بالتخفيف والتشديد.

(٢) وكذلك تسنهت.

(٣) لم يصرح بتفسيرها. والسنهاء: التي أصابتها السنة المجدبة:

(٤) في المجمل: «يسنون». وفي اللسان: «والقوم يسنون لأنفسهم، إذا استقوا. ويستنون، إذا سنوا لأنفسهم».