معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

صمى

صفحة 308 - الجزء 3

باب الصاد والميم وما يثلثهما

صمى

  الصاد والميم والحرف المعتلّ أصلٌ واحدٌ يدلُّ على السُّرعة في الشئ. يقال للرَّجُل المبادِر إلى القتال شَجاعةً: هو صَمَيانٌ. وهو من الصَّمَيان وهو الوثْب والتقلُّب. ويقال انصمى الطائر، إذا انقضَّ. ويقال أصمى الفَرسُ، إِذا مضى على وجْهه عاضًّا على لجامه.

  ومن الباب: رمى الرَّجُل الصّيدَ فأصمى، إذا قتله مكانه، وهو خلاف أنْمَى.

صمت

  الصاد والميم والتاء أصلٌ واحد يدلُّ على إبهام وإغلاق.

  من ذلك صَمَت الرّجُل، إذا سكَتَ، وأَصْمَت أيضاً. ومنه قولهم: «لقيتُ فلانا ببلدة إِصْمِتَ»، وهي القَفر التي لا أحدَ بها، كأنها صامتةٌ ليس بها ناطق. ويقال:

  «ما له صامتٌ ولا ناطق». فالصَّامت: الذّهب والفِضّة. والنَّاطق: الإِبل والغنَم والخيل. والصَّمُوت: الدِّرْع * الليِّنة التي إذا صَبَّها⁣(⁣١) الرَّجُل على نفسه لم يُسمَع لها صوت. قال:

  وكلِّ صموتٍ نثرةٍ تُبّعيَّةٍ ... ونسج سْليمٍ كل قَضَّاءَ ذائلِ⁣(⁣٢)

  وبابٌ مُصْمَت: قد أُبْهِم إغلاقه. والصامت من اللبن: الخاثر؛ وسمِّى بذلك لأنه إذا كان كذا فأفرغ في إناءٍ لم يُسمع له صوت. ويقال: بِتُّ على صِمات ذاكَ، أي على قَصْده. فيمكن أن يكون شاذًّا، ويمكن أن يكون من الإِبدال، كأنّه مأخوذٌ من السَّمْت، وهي الطَّريقة. قال:


(١) صبها، أي لبسها. وفي الأصل: «صلبها»، تحريف. وفي المجمل: «إذا صبت».

(٢) البيت للنابغة في ديوانه ٦٤ واللسان (صمت). ورواية الديوان واللسان: «نثلة» وهما سيان.