معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عرف

صفحة 281 - الجزء 4

  أقول لصاحبىَّ وقد هبطنا ... وخلّفنا المَعَارِض والهضايَا

عرف

  العين والراء والفاء أصلان صحيحان، يدلُّ أحدُهما على تتابُع الشئ متَّصلا بعضُه ببعض، والآخر على السكون والطُّمَأنينة.

  فالأوّل العُرْف: عُرْف الفَرَس. وسمِّى بذلك لتتابُع الشَّعر عليه. ويقال:

  جاءَت القَطا عُرْفاً عُرْفاً، أي بعضُها خَلْفَ بعض.

  ومن الباب: العُرْفة وجمعها عُرَف، وهي أرضٌ منقادة مرتفِعة بين سَهْلتين تنبت، كأنّها عُرف فَرَس. ومن الشِّعر في ذلك⁣(⁣١) ... .

  والأصل الآخر المَعرِفة والعِرفان. تقول: عَرَف فلانٌ فلاناً عِرفاناً ومَعرِفة.

  وهذا أمر معروف. وهذا يدلُّ على ما قلناه من سُكونه إليه، لأنَّ مَن أنكر شيئاً توحَّشَ منه ونَبَا عنْه.

  ومن الباب العَرْف، وهي الرَّائحة الطيِّبة. وهي القياس، لأنَّ النَّفس تسكُن إليها. يقال: ما أطيَبَ عَرْفَه. قال اللَّه سبحانه وتعالى: {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها} لَهُمْ، أي طيَّبَها. قال:

  إلا رُبَّ يومٍ قد لَهَوْتُ ولَيْلَةٍ ... بواضحةِ الخدّين طيِّبة العَرْفِ

  والعُرْف: المعروف، وسمِّى بذلك لأنَّ النفوس تسكُن إليه. قال النابغة:

  أبَى اللَّهُ إلَّا عدلَه ووفاءَه ... فلا النُّكْرُ معروفٌ ولا العُرْف ضائعُ⁣(⁣٢)


(١) بعده بياض في الأصل.

(٢) ديوان النابغة ٥٦.