معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

نقث

صفحة 466 - الجزء 5

  مُتَبَذِّلًا تبدو محاسِنه ... يَضَع الهِناءَ مواضع النّقْبِ⁣(⁣١)

  وقياسُه صحيح، لأنّه شيءٌ يثقب الجِلْد. ومن الباب: النِّقاب: العالم بالأمور، كأنّه نَقَّب عليها فاستَنْبَطَها، أو العالم بها المُنقِّب عنها. قال:

  مليحٌ نجيحٌ أخو مأْقِطٍ ... نِقابٌ ... يحدِّث بالغائبِ⁣(⁣٢)

  والنَّقب والمَنْقَبة: الطَّريق في الجَبَل، والكلُّ قياسٌ واحد. و {فَنَقَّبُوا} فِي الْبِلادِ: سارُوا. وأصله السَّير في النُّقوب: الطُّرق. والنَّقيب: نقيب القَوم:

  شاهِدُهم وضَمِينُهم⁣(⁣٣). ومعناه ومعنى النِّقاب العالِم واحد، لأنّه ينقِّب عن أمورهم، أو ينقب كما ينقُب عن الأسرار. والمَنْقَبَة: الفَعْلة الكريمة، وقياسُها صحيح، لأنَّها شيءٌ حسن قد شُهِر، كأنّه نُقِّب عنه.

  ومما شذَّ عن هذا الأصل نِقاب المرأة. وناقَبْتُ فلاناً: لقيتُه فَجْأة. والنُّقْبة:

  ثوبٌ كالإزار فيه تِكّة، وليس بالنِّطاق.

  أمَّا اللَّوْن فيقال له النُّقْبة⁣(⁣٤)، وهو حسن النُّقْبة، أي اللّوْن. وممكن أن يكون من الأوّل، كأنّه شيءٌ نقب عنه شيء ظَهَر.

نقث

  النون والقاف والثاء كلمةٌ صحيحة تدلُّ على خَلْطِ شيءٍ بشيء ونَقْلِه. ونَقَثَ ما في منزلي أجْمَع: نقلَه كلّه. ونَقّثوا حديثَهم: خلَطوه، كما ينقّث


(١) لدريد بن الصمة، في اللسان (نقب) وأمالي القالى (٢: ١٦١) والبيان (١: ١٠٧) والأغانى (١٣: ١٣٠).

(٢) لأوس بن حجر في ديوانه ٣ واللسان (نقب، أقط).

(٣) في الأصل: «ومعينهم»، صوابه في المجمل واللسان.

(٤) في الأصل: «النقب».