معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

دفأ

صفحة 287 - الجزء 2

  على وَجهِه. والأوَّل أجْوَد؛ لما ذكرناه من الحديث. والداء الدَّفين: الغامض الذي لا يُهْتدَى لوَجهِه. والدَّفُون: الناقة تَبرُكُ مع الإبل فتكونُ وَسْطَهنّ.

  والدَّفَنِىُّ: ضَربٌ من الثِّياب. وسمعتُ بعضَ أهلِ العلم يقولون: إنَّه صِبغُ يُدْفن في صِبغٍ يكون أشبَعَ منه.

دفأ

  الدال والفاء والهمزة أصلٌ واحد يدلُّ على خلاف البَرْد فالدِّفء: خِلاف البرد. يقال دَفُؤَ يومنا، وهو دفئ. قال الكلابىّ: دَفِئ.

  والأوَّل أعرف في الأوقات، فأمّا الإنسان فيقال دَفِئَ فهو دفَآنُ وامرأةٌ دَفْأَى.

  وثوبٌ ذودِفْءٍ ودَفاء. وما عَلَى فلان دِفْءٌ *، أي ما يدفئه. وقد أدفأَنى كذا.

  واقعُدْ في دِفءِ هذا الحائط، أي كِنِّه.

  ومن الباب الدَّفَئىّ من الأمطار، وهو الذي يجئ صيفاً. والإبل المُدْفَأَة:

  الكثيرة؛ لأنَّ بعضَها تُدفئَ بعضاً بأنفاسها. قال الأموىّ: الدِّفْء عند العرب:

  نِتاج الإبل وألبانُها والانتفاعُ بها. وهو قوله جلَّ ثناؤه: {لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ}. ومن ذلك

  حديثُ رسول اللَّه ÷: «لنا مِن دِفْئهم [وصِرَامِهِمْ⁣(⁣١)] ما سلّموا بالميثاق».

  ومن الباب الدَّفَأُ: الانحناء.

  وفي صفة الدّجّال: «أنّ فيه دَفَأً».

  أي انحناء. فإنْ كان هذا صحيحاً فهو من القياس؛ لأنَّ كلَّ ما أدفَأَ شيئاً فلا بدّ من أن يَغْشاه ويجْنَأَ عليه⁣(⁣٢).

دفا

  الدال والفاء والحرف المعتل أصلٌ يدلُّ على طولٍ في انحناء قليل فالدَّفَا: طُول جناح الطّائر. يقال طائرٌ أَدْفَى. وهو من الوُعول: ما طال


(١) التكملة من المجمل واللسان.

(٢) جنأ عليه يجنأ: أكب. وفي الأصل: «بجنأ عليه».