معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عدب

صفحة 252 - الجزء 4

  وتقول: تعدّيت المفازةَ، أي تجاوزتُها إلى غيرها. وعَدَّيت النّاقةَ أُعدِّيها. قال:

  ولقد عَدَّيْتَ دَوْسَرَةً ... كعَلَاة القَيْنِ مِذكارا⁣(⁣١)

  ومن الباب: العدُوّ، وهو مشتقٌّ من الذي قدّمْنا ذِكره، يقال للواحد والاثنين والجمعِ: عدوّ. قال اللَّه تعالى في قِصّة إبراهيم: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ ٧٧}. والعِدَى والعُدَى والعادِى⁣(⁣٢) والعُدَاة. وأمّا العُدَواء فالأرض اليابسة الصلبة، وإنَّما سمِّيت بذلك لأنّ مَن سكنها تعدّاها. قال الخليل: وربَّما جاءت في جوف البئر إذا حفرت، وربَّما كانت حجراً حتَّى يَحِيدوا عنها بعضَ الحَيْد. وقال العجّاج في وصف الثَّور وحَفْره الكِنَاس، يصفُ أنّه انتهى إلى عُدَوَاءَ صُلبةٍ فلم يُطِقْ حَفْرَها فاحرَوْرَف عنها:

  وإن أصابَ عُدَوَاءَ احْرَورفا ... عنها ووَلَّاها الظُّلوف الظُّلَّفا⁣(⁣٣)

  والعُدْوة: صَلابةٌ من شاطئ الواد. ويقال عُدْوة، لأنّها تُعادِى النّهر مثلا، أي كأنّهما اثنان يتعاديَانِ. قال الخليل: والعَدَويّة من نبات الصَّيف بعد ذَهاب الرَّبيع، يخضرُّ فترعاه الإبل. تقول: أصابت الإبل عَدَويَّه، وزنه فَعَليّة.

عدب

  العين والدال والباء زعم الخليل أنَّه مهمل، ولعلّه لم يبلغْه فيه شئ. فأمّا البناء فصحيح. والعَدَاب: مسترِقٌّ من الرَّمل. قال ابن أحمر:


(١) البيت لعدى بن زيد، كما سبق في (ذكر)، وكما في اللسان (دسر).

(٢) في الأصل: «والعدى».

(٣) البيتان في ملحقات ديوان العجاج ٨٣. وأنشدهما في اللسان (عدا، حرف، ظلف).