معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

نصح

صفحة 435 - الجزء 5

نصح

  النون والصاد والحاء أصلٌ يدلُّ على ملاءمةٍ بين شيئين وإصلاح لهما. أصلُ ذلك النَّاصح: الخَيّاط. والنِّصاح: الخَيطُ يُخاط به، والجمع نِصاحات، وبها شبِّهت الجلود التي تُمدُّ في الدِّباغ على الأرض. قال:

  فتَرَى القومَ نَشاوَى كلُّهُمْ ... مِثلمَا مُدَّتْ نِصاحاتُ الرُّبَحْ⁣(⁣١)

  ومنه النُّصح والنَّصيحة: خِلاف الغِشّ. ونَصَحْتُه أنْصَحُه. وهو ناصح الجيْب لمَثلٍ، إذا وُصِف بخُلوص العمل والتَّوبة النَّصُوح منه، كأنّها صحيحةٌ ليس فيها خَرْقٌ ولا ثُلْمَة. ويقال: أنْصَحْتُ الإبلَ، إذا أرويتَها فنَصَحَت، أي رَوِيت.

  وهو من القياس الذي ذكرناه. وناصِحُ العَسَل: ماذِيُّه، كأنّه الخالص الذي لا يتخلَّله ما يشوبُه. ونصحت له ونَصَحْتُهُ بمعنًى. وقميصٌ مَنصوح: مَخِيط.

نصر

  النون والصاد والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على إتيان خَيرٍ وإيتائه. ونَصَر اللَّهُ المسلمين: آتاهُم الظّفرَ على عدوِّهم، ينصرهم نَصْرًا. وانتصر:

  انتقم، وهو منه. وأمَّا الإتيانُ فالعرب تقول: نصرت بلَدَ كذا، إذا أتيتَه. قال الشَّاعر⁣(⁣٢):

  إذا دخَلَ الشّهر الحرامُ فودِّعِي ... بلادَ تميم وانصرِي أرض عامرِ

  ولذلك يسمى المطرُ نَصْرًا. ونُصِرت الأرضُ، فهي منصورة. والنَّصْر:

  العَطاء. قال:


(١) للأعشى في ديوانه ١٦٣ واللسان (نصح، ربح). وقد سبق في (ربح).

(٢) هو الراعي يخاطب خيلا، كما في اللسان (نصر).