معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

مهج

صفحة 280 - الجزء 5

  ومما شذَّ عن الباب شيءٌ ذَكره الخليل، أنّ المَهَاءَ ممدود: عيبٌ وَأوَدٌ يكون في القِدْح ويحتمل أنَّه من الباب أيضاً؛ فإنَّ ذلك يقرب من الإرخاء ونحوِه. والثَّغر إذا ابيضَّ وكثُر ماؤه مَهاً. قال الأعشى:

  وَمَهاً ترِفُّ غُروبُه ... يَشفِي المتيَّم ذا الحرارهْ⁣(⁣١)

  وفي الحديث: «جَسَدَ رجل مُمَهًّى⁣(⁣٢)».

  أي مُصَفًّى، يشبِه المها البلّور. *

  وفي حديث ابن عباس لعُتْبَة بن أبي سفيان، وكان قد أثْنَى عليه وأحسَنَ: «أمْهَيْتُ أبا الوليد».

  أي بالغتَ في الثَّناء واستقصيت. ويقال: أمهَى الحافِرُ وأماهَ، أي حَفَر وأنْبَط. ولعلَّ هذا من باب القلب، وكذلك أخواتها من الباب وربَّما سميت النُّجوم مَهًا تشبيها⁣(⁣٣).

مهج

  الميم والهاء والجيم كلمةٌ تدلُّ على شَيءِ سائل. من ذلك الأُمْهُجانُ: اللَّبَن الرَّقيق. ولبنٌ مَاهج: إذا رقَّ والمُهْجة فيما يقال: دم القلب

مهد

  الميم والهاء والدال كلمةٌ تدلُّ على توطئةٍ وتسهيلٍ للشَّيء.

  ومنه المهد ومهّدْتُ الأمرَ: وطَّأته. وتمَهَّد: تَوطَّأ والمِهاد: الوِطاء من كلِّ شيء.

  وامْتَهَدَ سَنامُ البعير وغيرِه: ارتفع. قال أبو النَّجم:

  ... وامتَهَدَ الغاربُ فِعلَ الدُّمَّلِ⁣(⁣٤) ...


(١) ديوان الأعشى ١١٢ واللسان (مها).

(٢) في اللسان: «في حديث ابن عبد العزيز أن رجلا سأل ربه أن يريه موقع الشيطان من قلب ابن آدم، فرأى فيما يرى النائم جسد رجل ممهى».

(٣) شاهده قول أمية بن أبي الصلت:

رسخ المها فيها فأصبح لونها ... في الوارسات كأنهن الإثمد.

(٤) سبق في (دمل) وكذا في (٣: ١٥٩)، وأنشده في اللسان (مهد، دمل).