معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

لأم

صفحة 226 - الجزء 5

لأم

  اللام والألف والميم أصلان: أحدهما الاتِّفاق والاجتماع، والآخر خُلُق ردِيءٌ.

  فالأول قولهم: لَأَمْت الجُرْحَ، وَلأَمت الصَّدْع، إذا سَدَدت. وَإذ اتفَّق الشّيئانِ فقد التأَما. وَقال:

  يظُنُّ الناسُ بالمَلْكَي ... نِ أنَّهما قد التأَما⁣(⁣١)

  فإنْ تسمعْ بلَأْمهما ... فإنْ الأمر قد فَقِما

  وأُرَى الذي أنشده ثعلبٌ في اللِّيم هو من هذا، وإنما ليَّن الهمزةَ الشاعرُ.

  ويقال: ريشٌ لُؤَامٌ، إذا التقَى بطنُ قُذَّةٍ وظهرُ أخرى. ويقال إنّ اللُّؤَمة⁣(⁣٢):

  جماعة أداةِ الفَدّان، وإذا زُيِّنَ الرَّحلُ فجميع جَهازِه لُؤَمة.

  ومن الباب اللَّأْمة: الدِّرع، وجمعها لُؤَمٌ، وهو على غير قياس. وسمِّيت لَأْمَة لالتئامها. واستَلْأَمَ الرّجلُ، إذا لبس لأْمة. قال:

  واستلأمُوا وتلبَّبوا ... إنَّ التلبُّبَ للمُغيرِ⁣(⁣٣)

  والأصل الآخر اللُّؤم. يقولون: إن اللَّئيم: الشَّحيح المهِينُ النَّفْس، الدَّنىُّ السِّنْخ. يقال: قد لَؤُم. والمِلْأَم⁣(⁣٤): الذي يقوم بعُذر اللِّئام. فأمَّا اللام غير مهموز فليس من هذا الباب، يقال إنَّ اللّامَ: شَخْص الإنسان. قال:


(١) البيتان للأعشى في ديوانه ٢٠٤ واللسان (لأم). وأنشد ثانيهما في (فقم) بدون نسبة.

(٢) كذا ضبط في المجمل، ويؤيده ضبط القاموس بقوله «كهمزة»، وضبط في اللسان بسكون الهمزة.

(٣) للمنخل بن الحارث اليشكري، في الحماسة (١: ٢٠٣).

(٤) ومثله الملآم، بمد الهمزة. وأما الملئم كمحسن فهو اللئيم، والذي يأتي اللئام.