حوى
  {لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا}(١). أي أُغوِيهم كلَّهم، كما يُستأصَل الشئُ، إلّا قليلا.
  فإن قال قائل: فنحن نقول: حنّكته التّجارِب، واحتَنَكتْه السِّنُّ * احتناكاً، ورجلٌ محتَنَك، فمن أىِّ قياسٍ هو؟ قيل له: هو من الباب؛ لأنّه التناهِى في الأمر والبلوغُ إلى غايته، كما قلنا: احتنَكَ الجرادُ النّبت، إذا استأصله، وذلك بلوغُ نهايته. فأما القِدُّ الذي يجمعُ عَرَاصِيف الرّحل؛ فهو حُنْكة. وهذا على التشبه بالحنك، لأنه منضمٌّ متجمع. ويقال حَنَكْتُ الشئَ إذا فهمتَه. وهو من الباب، لأنك إذا فهِمتَه فقد بلغتَ أقصاه. واللَّه أعلم.
باب الحاء والواو وما معهما من الحروف في الثلاثي
حوى
  الحاء والواو وما بعده معتلٌّ أصل واحد، وهو الجمع. يقال حوَيْتُ الشئَ أحويه حَيًّا(٢)، إذا جمعتَه. والحَوِيَّة: الواحدةُ من الحوايا، وهي الأمعاء، وهي من الجمع. ويقولون للواحدة حاوياء قال:
  كأنَّ نقيض (نقيقَ) الحَبّ في حاويائِه ... فَحِيحُ الأفاعي أو نقيض (نقيقُ) العقارِبِ(٣)
  والحَوِيَّة: كساء يحوَّى حولَ سَنام البعير ثم يُركَب. والحىُّ من أحياء العرب.
  والحِواء: البيت الواحد، وكلّه من قياس الباب.
(١) من الآية ٦٢ في سورة الإسراء. وفي الأصل: «إلا قليلا منهم»، تحريف.
(٢) يقال حواه حيا، وحواية كسحابة.
(٣) لجرير في ديوانه ٨٣ واللسان (جوى). وانظر ما سيأتي في (فح).