معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

صبر

صفحة 329 - الجزء 3

  ويقال أتيته أصبوحةَ كلِّ يوم، ولقبتُه ذا صَبوح. والمصابيح: الأقداح التي يُصطَبَح بها. ويقال أتانا لصُبْح خامسةٍ وصِبْحِ خامسة.

  ومن الكلمة الأولى: الصَّبَح: شدّة حُمرةٍ في الشعَر؛ يقال أسدٌ أصبَحُ.

صبر

  الصاد والباء والراء أصول ثلاثة: الأول الحبْس، والثاني أعالي الشئ، والثالث جنسٌ من الحجارة.

  فالأول: الصَّبْر، وهو الحَبْس. يقال صبَرْتُ نفسي على ذلك الأمر، أي حبَسْتُها. قال:

  فصَبَرْتُ عارفةً لذلك حرّةً ... ترسُو إذا نَفْسُ الجَبان تَطَلَّعُ⁣(⁣١)

  والمصبورة⁣(⁣٢) المحبوسة على الموت.

  ونهى رسول اللَّه ÷ عن قتل شئٍ من الدوابّ صَرْاً.

  ومن الباب: الصَّبير، هو الكَفِيل، وإنَّما سمِّى بذلك لأنّه يُصبَرُ على الغُرم.

  يقال صَبَرت نفسي به أَصبُر صَبْراً، إِذا كَفَلْتَ⁣(⁣٣) به، فأنا به صبير. وصبرتُ الإنسانَ، إذا حلَّفْته باللَّه حَهْدَ القَسَم.

  وأمّا الثاني فقالوا: صُبْر كلِّ شئٍ: أعلاه. قالوا: وأصبار الإناء. نواحيه، والواحد صُبْر. وقال:

  فملأتها عَلَقاً إلى أصبارِها


(١) البيت لعنترة في ديوانه ١٥٨ واللسان (صبر).

(٢) في الأصل: «والصبورة»، صوابه في المجمل واللسان.

(٣) في الأصل: «كلفت به»، صوابه في المجمل. وأول العبارة في المجمل: «صبرت بفلان أصبر به صبرا».