زلف
زلف
  الزاء واللام والفاء يدلُّ * على اندفاعٍ وتقدُّمٍ في قرب إلى شئ. يقال من ذلك ازدَلَف الرجلُ: تقدَّم. وسمِّيَت مُزْدَلِفَة بمكة، لاقترابِ الناس إلى مِنًى بعد الإِفاضة من عَرَفات. ويقال لفُلانٍ عند فلانٍ زُلْفَى، أي قرْبى.
  قال اللَّه جلّ وعزّ: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى}. والزَّلَف والزُّلْفَة: الدَّرجة والمنزلة.
  وأزْلَفت الرجلَ إلى كذا: أدنَيْته. فأما قولُ القائل:
  حتى إذا ماءُ الصَّهاريج نَشَفْ ... من بَعدِ ما كانت مِلَاءً كالزَّلَفْ(١)
  فقال قومٌ: الزَّلَف: الأجاجِينُ الخُضْر. فإن كان كذا فإِنما سُمِّيَت بذلك لأن الماء لا يثبُت فيها عند امتلائها، بل يندفع. وقال قومٌ: المزالف هي بلادٌ بين البرِّ والرِّيف. وإنما سُمِّيت بذلك لقُرْبها من الرِّيف. وأما الزُّلَف من الليل، فهي طوائفُ منه؛ لأنَّ كلَّ طائفةٍ منها تقرُب من الأخرى.
زلق
  الزاء واللام والقاف أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تزلُّج الشئ عن مَقامه. من ذلك الزَّلَق. ويقال أزْلَقَتِ الحامل، إذا أزْلَقَتْ ولدَها. ويقال - وهو الأصحُّ - إذا ألقَتِ الماء ولم تقبلْه رَحِمُها. والمَزْلَقَة والمَزْلَق: الموضع لا يُثْبَت عليه. فأمَّا قولُه جلَّ ثناؤُه: {وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ} بِأَبْصارِهِمْ فحقيقة معناه أنَّه مِن حِدّة نظرِهما حَسَداً يكادون يُنحُّونَك عن مكانِك. قال:
  نظراً يُزيل مواطئ الأقدامِ(٢)
(١) الرجز للعمانى، كما في اللسان (زلف).
(٢) البيت في البيان والتبيين (١: ١١) من مكتبة الجاحظ. وأنشده في اللسان (قرض زلق). وصدره:
يتقارضون إذا النقوا في موطن.