معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

ظلم

صفحة 468 - الجزء 3

  وأمَّا حِنْو القَتَب فسمِّى ظَلِفة لقُوَّته وشدَّته. ويقال أخذ الجزورَ بظَلَفها وظَلِيفتها، أي كلّها.

ظلم

  الظاء واللام والميم أصلانِ صحيحان، أحدهما خلافُ الضِّياء والنور، والآخر وَضْع الشَّئ غيرَ موضعه تعدِّياً.

  فالأوّل الظُّلمة، والجمع ظلمات. والظَّلام: اسم الظلمة؛ وقد أظلَمَ المكان إظلاماً.

  ومن هذا الباب ما حكاه الخليل من قولهم: لقيته أوَّلَ ذِى ظُلْمة *⁣(⁣١). قال:

  وهو أوّلُ شئٍ سَدَّ⁣(⁣٢) بصرَك في الرُّؤْية، لا يشتقُّ منه فِعل. ومن هذا قولهم:

  لَقيته أدنى ظَلَمٍ⁣(⁣٣)، لِلقريب. ويقولونه بألفاظٍ أُخَرَ مركبةٍ من الظاء واللام والميم، وأصل ذلك الظَّلمة، كأنَّهم يجعلون الشَّخص ظُلْمةً في التشبيه، وذلك كتسميتهم الشّخصَ سواداً. فعلى هذا يُحمل الباب، وهو من غريب ما يُحمل عليه كلامُهم.

  والأصل الآخَر ظَلَمه يظلِمُه ظُلْماً. والأصل وضعُ الشَّئِ [في] غير موضعه؛ ألا تَراهم يقولون: «مَن أشْبَهَ [أباه] فما ظَلَم»، أي ما وضع الشَّبَه غيرَ موضعه.

  قال كعب:

  أنا ابنُ الذي لم يُخْزنِى في حياته ... قديماً ومَن يشبهْ أباه فما ظلمْ⁣(⁣٤)


(١) ويقال أيضا: «أدنى ذي ظلم» بالتحريك أيضا.

(٢) في الأصل: «مد»، صوابه في المجمل واللسان.

(٣) في الأصل: «القريب».

(٤) سبق إنشاده في (شبى). والذي في ديوان كعب ٦٥ طبع دار الكتب:

أنا ابن الذي لم يخزنى في حياته ... ولم أخزه حتى تغيب في الرجم

أقول شبيهات بما قال عالما ... بهن ومن يشبه أباه فما ظلم.