معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

صوف

صفحة 322 - الجزء 3

  كلُّ واحدٍ منهما على هيئة الآخَر. ويقال للكذّاب: صاغ الكذبَ صَوغاً، إذا اختلقَه. وعلى هذا تفسير

  الحديث: «كِذْبة كذَبَتْها الصَّوَّاغُون».

  أراد الذين يَصُوغُون الأحاديثَ ويَختلقونها.

صوف

  الصاد والواو والفاء أصلٌ واحد صحيح، وهو الصُّوف المعروف. والباب كله يَرجِع إليه. يقال كبش أَصْوَفُ وصَوِفٌ وصائفٌ وصَافٌ، كلُّ هذا أن يكونَ كثيرَ الصُّوف. ويقولون: أخذ بصُوفةِ قَفاه، إذا أَخَذَ بالشَّعَر السائلِ في نُقْرته. وصُوفةُ: قومٌ كانوا في الجاهليّة، كَانوا يَخدُمون الكعبة، ويُجِيزون الحاجَّ. وحُكى عن أبي عُبيدةَ أنَّهم أفناءُ القبائل تجمَّعُوا فتشبَّكُوا كما يتشبَّك الصُّوف. قال:

  وَلا يَرِيمُون في التَّعريفِ مَوقِفَهم ... حتَّى يقالَ أَجِيزُوا آلَ صُوفانا⁣(⁣١)

  فأما قولهم: صاف عن الشَّرِّ⁣(⁣٢)، إذا عَدَل، فهو من باب الإبدال، يقال صَابَ⁣(⁣٣) إذا مال. وقد ذُكِر في بابه.

صول

  الصاد والواو واللام أصلٌ صحيح، يدلُّ على قَهْرٍ وعلُوّ.

  يقال: صال عليه يَصُول صَولةً، إذا استطال. وصال العَيْر، إذا حَمَل على العانة يَصُول صَوْلًا وصِيالا. وحُكى عن أبي زيد شئٌ إن صحَّ فهو شاذٌّ. قال: المِصْول هو الذي يُنقَع فيه الحنظلُ لتَذهب مرارتُه.


(١) البيث لأوس بن مغراء السعدي، كما في اللسان (صوف).

(٢) في الأصل: «الشعر»، وفي اللسان: «صاف عنى شر فلان، وأصاف اللّه عنى شره».

(٣) في الأصل: «صاف».