معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

فوف

صفحة 461 - الجزء 4

فوف

  الفاء والواو والفاء كلمةٌ واحدة. يقولون: الفُوف: القُطن.

  ثم يقال للبياض يُرَى في أظفار الأحداث: الفُوف. ومن ذلك يقال: بُرْدٌ مفَوَّف.

فوق

  الفاء والواو والقاف أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما على عُلُوٍّ، والآخرُ على أوْبةٍ ورُجوع.

  فالأوّل الفَوْق، وهو العُلُوّ. ويقال: فلانٌ فاقَ أصحابَه يفوقُهم، إذا علاهم وأمرٌ فائق، أي مرتفع عالٍ.

  وأمَّا الآخَر فَفُوَاق النَّاقَة، وهو رُجوع اللَّبنِ في ضَرعها بعد الحَلب. تقول:

  ما أقامَ عندَه إلَّا فُوَاقَ ناقة. واسم المجتمِع من الدِّرِّ: فيقة، والأصل فيه الواو.

  قال الأعشى:

  حتَّى إذا فِيقةٌ في ضَرْعِها اجتمَعتْ ... جاءت لتُرضِع شِقّ النفس لو رَضَعا⁣(⁣١)

  وفي بعض الحديث في ذكر القرآن: «أتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقَ اللَّقوح⁣(⁣٢)».

  معناه لا أقرأ جزئي⁣(⁣٣) مرّةً واحدة لكن شيئاً بعد شئ. شبَّهَه بفُواق الدِّرَّة. يقال فُوَاق وفَواق قال اللَّه تعالى: {ما لَها مِنْ فَواقٍ}⁣(⁣٤) أي ما لها من رُجوعٍ ولا مَثْنَوِيّةٍ ولا ارتداد. وقال غيرُه: ما لها من نَظِرة. والمعنيان قريبان. ويقولون: أفاقَ


(١) ديوان الأعشى ٨٤ واللسان (فوق).

(٢) هو من حديث أبو موسى الأشعري، تذاكر هو ومعاذ قراءة القرآن فقال أبو موسى:

«أما أنا فأتفوقه تفوق اللقوح». اللسان (فوق).

(٣) في الأصل: «لا أفرئ»، صوابه في المجمل واللسان.

(٤) قرأ حمزة والكسائي وخلف بضم الفاء، وهي لغة تميم وأسد وقيس، ووافقهم الأعمش، والباقون بفتحها، وهي لغة الحجاز. إتحاف فضلاء البشر ٣٧٢.