معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

سفو

صفحة 80 - الجزء 3

  يذكر الزّمامَ واضطرابه. ويقال تسفّهتُ فلاناً عن ماله، إذا خدعْتَه، كأنك مِلت به عنه واسْتَخْفَفْتَه. قال⁣(⁣١):

  تَسَفَّهْتَهُ عن ماله إِذْ رأيته ... غلاماً كغُصن اثبانةِ المتغايِدٍ⁣(⁣٢)

  وذكر ناسٌ * أنّ السّفَه أن يُكثِر الإنسانُ من شُرب الماء فلا يَروَى.

  وهذا إِن صحَّ فهو قريبٌ من ذاك القياس.

  وكان أبو زيد يقول: سافَهْت الوَطْبَ أو الدّنَّ، إذا قاعَدته فشربتَ منه ساعةً بعد ساعة. وأنشد:

  أبِنْ لي يا عُمَيرُ أذُو كعوبٍ ... أصَمُّ، قناتُه فيها ذُبولُ

  أحَبُّ إليكَ أم وَطْبٌ مُدَوّ ... تُسافِهُه إذا جَنَح الأَصِيلُ⁣(⁣٣)

سفو

  السين والفاء والحرف المعتلّ أصلٌ واحد يدلُّ على خِفّة في الشئ. فالسَّفْو: مصدر سَفَا يَسْفو سَفْواً⁣(⁣٤)، إِذا مشى بسُرعة، وكذلك الطَّائر إذا أسرَعَ في طيرانه. والسَّفَا: خِفّة النّاصية، وهو يُكرَه في الخيل ويُحمَد في البِغال، فيقال بغلةٌ سفواء. وسَفت الريحُ التّراب تَسفيه سَفْياً. والسَّفَا:

  ما تَطَايَرُ به الرِّيحُ من التُّراب. والسَّفا: شوك البُهْمَى، وذلك [أنه] إِذا يبس خَفّ وتطايرت به الرّيح. قال رؤبة:


(١) البيت من قصيدة لمزرد بن ضرار في المفضليات (١: ٧٦).

(٢) المتغايد: المتثنى، من قولهم رجل أغيد وامرأة غيداء، إذا كانت أعناقهما تتثنى للنعمة.

وفي الأصل: «المتفائد»، تحريف.

(٣) دوى اللبن والمرق تدوية: صار عليه دواية، أي قشرة.

(٤) كذا ضبط في الأصل والجمهرة (٣: ٤٠)، لكن في المجمل واللسان (١٩: ١١١ س ٢٤): «سفوا» بضم السين والفاء وتشديد الواو.