معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عصر

صفحة 340 - الجزء 4

  قال: ومنه سميت العَصَبَةُ، وهم قَرَابة الرَّجُل لأبيه وبنى عمِّه، وكذلك كلُّ شئ استدارَ حول شئ واستكفَّ فقد عَصِبَ به.

  قال ابنُ الأعرابىِّ: عَصَبَ به وعَصَّب، إذا طاف به ولزِمَه. وأنشد:

  ألا ترى أنْ قد تدَاكَا وِردُ ... وعَصَّبَ الماء طِوالٌ كبْدُ⁣(⁣١)

  تَدَاكأ: تَدافَع. وعَصَبَ الماءَ: لزِمه. قال أبو مهدىّ: عَصِبَت الإبلُ بالماء تَعصب عُصُوباً، إذا دارَتْ حَولَه وحامت عليه. قال:

  قد علمت أنَّى إذا الوِرْدُ عَصبْ

  وما عَصَبت بذلك المكان ولا قَرِبته. قال الخليل: العصَبَة هم الذين يَرِثون الرّجُلَ عن كَلالةٍ من غير والدٍ ولا ولد. فأمَّا في الفرائض فكلُّ مَن لم تكن فريضتُه مسمَّاةً فهو عَصَبَة، إنْ بَقِىَ بعد الفرائض شئٌ أخذوه. قال الخليل: ومنه اشتُقَّ العَصَبِيّة. قال ابن السِّكِّيت: ذاك رجلٌ من عَصَب القوم، أي من خيارهم. وهو قياسُ الباب لأنَّه تُعصب بهم الأمور.

عصر

  العين والصاد والراء أصولٌ ثلاثة صحيحة:

  فالأوَّل دهرٌ وحين، والثاني ضَغْط شئ حتَّى يَتحلَّب، والثالث تَعَلُّقٌ بشئ وامتساكٌ به.

  فالأوَّل العَصْر، وهو الدَّهر. قال اللَّه: {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ٢}.

  وربَّما قالوا عُصُر. قال امرؤ القيس:


(١) أنشد هذا الشطر في اللسان (عصب).