معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عرد

صفحة 304 - الجزء 4

  ويقال: العَرْج مائة وخمسون. وهذا الأصل قد يمكن ضَمُّه إلى الأوّل؛ لأنَّ صاحب ذلك يُعرِّج عليه ويَكتفِى به.

  والأصل الثالث: العُروج: الارتقاء، يقال عَرَج يعرُج عُروجاً ومَعْرَجاً.

  والمَعْرَج: المَصْعَد قال اللَّه تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ}. فأمَّا قول القائل⁣(⁣١):

  حتَّى إذا ما الشَّمس هَمَّتْ بعَرَجْ

  فقالوا: أراد غيبوبةَ الشَّمس. وهذا وإن كان صحيحاً فهو غير ملخَّص في التَّفسير، وإنَّما المعنى أنَّها لمَّا غابت فكأنّها عَرَجت إلى السَّماء، أي صَعِدت.

  وممَّا يؤيد هذا قولُ الآخَر⁣(⁣٢):

  وعَرّج اللَّيلَ بُرُوجُ الشَّمسِ⁣(⁣٣)

  فهذا هو القياسُ الصحيح.

عرد

  العين والراء والدال أصلانِ صحيحان يدلُّ أحدُهما على قوَّةٍ واشتداد، والآخر على مَيل وحِياد.

  فالأوَّل العَرْد: الشديد من كلِّ شئٍ الصُّلب. [قال⁣(⁣٤)]:

  عَرْدَ التَّراقى حَشْوَراً مُعَقْربا⁣(⁣٥)


(١) البيت في إصلاح المنطق ٨٩ ومجالس ثعلب ٢١٩ والمخصص (٩: ٢٦).

(٢) هو منظور بن مرثد الأسدي كما سبق في (على)، وكما في المؤتلف ١٠٤. ويقال له أيضاً:

«منظور بن حبة». و «حبة» أمه. ونسبه الجاحظ في الحيوان (٣: ٧٤، ٣٦٣) إلى دكين الراجز، أو أبى محمد الفقعسي.

(٣) الرواية: «إذ عرج الليل».

(٤) بدلها في الأصل: «وهو».

(٥) البيت للعجاج في ملحقات ديوانه ٧٤ واللسان (عرد).