معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

قله

صفحة 16 - الجزء 5

  قالوا: سمِّى به لأنَّه يُقْلَم منه كما يُقْلَمُ من الظُّفر، ثمَّ شُبِّه القِدْح به فقيل: قلم.

  ويمكن أن يكون القِدحُ سُمِّى قلَماً لما ذكرناه من تسويته وبَرْيه. قال اللّه تعالى:

  {وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ}. ومن الباب المِقْلَم: طَرَف قُنْب البعير، كأنَّه قد قُلِم، ويقال إنّ مَقَالم الرُّمح: كُعوبه.

  ومما شذَّ عن هذا الأصل القُلَّام، وهو نبتٌ. قال:

  أتَوْنى بِقُلَّامٍ فقالوا تَعَشّهُ ... وهل يأكُلُ القُلَّامَ إلا الأباعرُ⁣(⁣١)

قله

  القاف واللام والهاء لا أحفَظُ فيه شيئاً، غير أنّ غَديرَ قَلَهَى: موضع.

قلو

  القاف واللام والحرف المعتلّ أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على خِفّةٍ وسرعة. من ذلك القِلْو: الحِمار الخفيف. [و] يقال: قَلَتِ النَّاقةُ براكبها قَلْواً، إذا تقدَّمَت به. واقلَوْلَت الحُمْر في سرعتها. والمُقلَوْلِى: المتجافى عن فِراشه. وكلُّ نابٍ عن شئ متجافٍ عنه: مُقْلَوْلٍ. قال:

  أقولُ إذا اقْلَوْلَى عليها وأقْرَدَتْ ... ألَا هَلْ أخو عيشٍ لذيذٍ بدائمِ⁣(⁣٢)

  والمُنْكمش مُقْلَوْلٍ.

  وفي الحديث: «لو رأيتَ ابنَ عُمَرَ لرأيتَه مُقْلولياً».

  أي متجافِياً عن الأرض، كأنّه يريد كَثْرَةَ الصَّلاة. ومن الباب قَلَا العَيْرُ آتُنَه قَلْوًا. ومن الباب القِلَى، وهو البُغْض. يقال منه: قَلَيْتُه أَقلِيه قِلًى. وقد قالوا:

  قَلَيتُهُ أَقلاه⁣(⁣٣). والقِلَى تجافٍ عن الشّئ وذَهابٌ عنه والقَلْى: قَلىُ الشّئ عَلَى المِقْلَى.


(١) أنشده في المجمل واللسان قلم).

(٢) للفرزدق في ديوانه ٨٦٣ برواية «يقول»، وفي اللسان (قرد، قلا): «تقول».

(٣) في اللسان أنها لغة طيء. وأنشد ثعلب:

أيام أم الغمر لا نقلاها ... ولو تشاء قبلت عيناها.