معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

نبأ

صفحة 385 - الجزء 5

  ويقال إنّ النبيَّ ÷ اسمُه من النَّبْوة، وهو الارتفاع، كأنَّه مفضّل على سائر الناس برَفْع منزلته. ويقولون: النَّبِيّ: الطريق. قال:

  لأصْبَحَ رتماً دُقاقَ الحَصَى ... مكانَ النَّبِيّ من الكاثِبِ⁣(⁣١)

نبأ

  النون والباء والهمزة قياسه الإتيانُ من مكانٍ إلى مكان. يقال للذي يَنْبأ من أرض إلى أرضٍ نابئٌ. وسيلٌ نابئ: أتَى من بلدٍ إلى بلد ورجل نابئ مثله. قال:

  ولكن قَذَاها كلُّ أشعَثَ نابئٍ ... أتَتْنا به الأقدار من حيث لا ندرِي⁣(⁣٢)

  ومن هذا القياس النَّبَأ: الخبر، لأنّه يأتي من مكانٍ إلى مكان. والمُنبئ:

  المُخْبِر. وأنبأته ونَبّأته. ورَمَى الرّامِي فأنَبأ، إذا لم يَشْرِمْ⁣(⁣٣)، كأنَّ سَهَمه عَدَل عن الخَدْشِ وسَقَط مكاناً آخَرَ. والنَّبْأة: الصَّوت. وهذا هو القياس، لأنَّ الصوتَ يجيءُ من مكانٍ إلى مكان. قال ذو الرمة:

  وقد توحَّس رِكزاً مُقْفِرٌ نَدُسٌ ... بنبْأةِ الصوتِ ما في سمعِهِ كذبُ⁣(⁣٤)

  ومن هَمَز النبيَّ فلأنه أنبأ عن اللَّه تعالى. واللَّه أعلم بالصواب.


(١) لأوس بن حجر في ديوانه ٣ واللسان (رتم، نبا، كثب). وسبق في (كثب).

(٢) للأخطل في اللسان (قذا، نبأ)، وروايته في الموضع الأول: «ولكن قذاها زائر لا نحبه».

(٣) في المجمل: «إذا لم يخدش». وفي اللسان: «أي لم يشرم ولم يخدش».

(٤) ديوان ذي الرمة ٢١ واللسان (نبأ).