خضر
  فإنّه يقال: الخَضَد ما قُطِع من كلِّ عُودٍ رَطْب. ويقال خَضَدَ البعيرُ عُنقَ البعير، إذا تقاتَلا فَثنَى أحدُهما عُنُقَ الآخَر
خضر
  الخاء والضاد والراء أصلٌ واحد مستقيم، ومحمولٌ عليه.
  فالخُضْرَة من الألوان معروفة. والخَضْراء: السَّماء، لِلَونها، كما سُمِّيت الأرضُ الغَبراء. وكتيبةٌ خضراءُ، إذا كانت عِلْيَتُها(١) سواد الحديد، وذلك أنّ كلَّ ما خالَفَ البياضَ فهو في حَيِّز السَّواد؛ فلذلك تداخلت هذه الصفاتُ، فيسَّمى الأسودُ أخَضر.
  قال اللَّه تعالى في صفة الجنَّتين: {مُدْهامَّتانِ} أي سَوداوان. وهذا من الخضرة؛ وذلك أن النّبات الناعم الريَّانَ يُرَى لشدّة خُضرته من بُعدٍ أسود. ولذلك سُمِّى سَوادُ العِراق لكثرة شجرِه. والخُضْر: قومٌ سُمُّوا بذلك لسواد ألوانهم. والخُضرة في شِيات الخَيل: الغُبرة تخالطها دُهْمة. فأمَّا قوله:
  وأنا الأخضرُ مَن يعرفني ... أخْضَرُ الجلدة في بيتِ العربْ(٢)
  فإنّه يقول: أنا خالصٌ؛ لأنّ ألوان العرب سُمْرَةٌ(٣). فأمّا
  الحديثُ: «إيّاكم وخَضْرَاءَ الدِّمَن».
  فإنّ تلك المرأةُ الحسناء في منبِت سَوْء، كأنّها شجرةٌ ناضرة في دِمْنة بَعر. والمُخَاضَرَة: بيع الثِّمار قبل بدُوِّ صلاحِها؛ وهو منهىٌّ عنه. وأمَّا قولهم:
  «خُضْر المَزَاد» فيقال إنّها التي بقيت فيها بقايا ماءِ فاخضرّت من القِدم، ويقال بل خُضْرُ المزاد الكُروش.
(١) في المجمل: «إذا غلب عليها لبس الحديد».
(٢) البيت للفضل بن العباس اللهبى كما في رسائل الجاحظ ٧١ والكامل ١٤٣ ليبسك ومعجم المرزباني ٣٠٩ وكنايات الجرجاني ٥١ والأضداد ٣٣٥. ونسب في اللسان (خضر) إلى عتبة بن أبي لهب، وفي رسائل الجاحظ أيضا إلى عمر بن عبد اللّه بن أبي ربيعة المخزومي.
(٣) في المجمل: «السمرة».