معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

رجف

صفحة 491 - الجزء 2

  ولو أنَّ رَبْعاً رَدَّ رَجْعاً لسائلٍ ... أشار إِلىَّ الرَّبْعُ أو لَتَكَلما⁣(⁣١)

  وأرْجَعَ الرَّجلُ يده في كِنانته، ليأخُذ سهماً. وهو قولُ الهُذَلىّ⁣(⁣٢):

  ... فَعَيَّثَ في الكِنانة يُرْجِع⁣(⁣٣) ...

  والرجاع: رُجوع الطَّير بعد قِطاعِها. والرَّجيع: الجِرَّة؛ لأنه يُرَدَّد مضْغُها.

  قال الأعشى:

  وفلاةٍ كأنّها ظَهرُ تُرْسٍ ... ليس إلا الرَّجِيعَ فيها عَلَاقُ⁣(⁣٤)

  والرَّجِيع من الدوابّ: ما رجَعْتَه من سفرٍ إلى سَفَر. وأَرجَعَتِ الإبلُ، إذا كانت مَهَازِيلَ فسَمِنَتْ وحَسُنَتْ حالهُا، وذلك رُجوعُها إلى حالِها الأولَى. فأمّا الرَّجْع [ف] الغيثُ، وهو المطرُ في قوله جلّ وعزّ: {وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ}، وذلك أنها تَغِيت وتصُب ثم تَرجِع فتَغِيث. وقال:

  وجاءت سِلْتمٌ لا رَجْعَ فيها ... ولا صَدْعٌ فتَحْتلِبَ الرِّعاءُ⁣(⁣٥)

رجف

  الراء والجيم والفاء أصلٌ يدلُّ على اضطرابٍ. يقال رجَفَتِ الأرْضُ والقَلبُ. والبَحْرُ رَجّافٌ لاضطرابه. وأَرْجَفَ الناسُ في الشئ، إِذا خاضوا فيه واضطَرَبُوا.


(١) في الأصل: «لت كلما» تحريف. وفي ديوانه المخطوط بتحقيق العلامة الميمى؟:

«أو لتفهما».

(٢) هو أبو ذؤيب الهذلي. ديوانه ٩ والمفضليات (٢: ٢٢٥) واللسان (رجع ٤٨٧).

(٣) انظر (عيث). والبيت بتمامه كما في المراجع المتقدمة:

فبدا له أقراب هذا رائغا ... عجلا فعيث في الكنانة يرجع.

(٤) ديوان الأعشى ١٤١ واللسان (رجع، علق). وسيعيده في (علق).

(٥) السلتم، كزبرج: الداهة والسنة الصعبة. وفي الأصل: «سليم» صواب إنشاده من اللساق (رجع، سلتم). وفي الأصل أيضاً: «فينجر الرعاء»، وأثبت في اللسان.