معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

فرط

صفحة 490 - الجزء 4

فرط

  الفاء والراء والطاء أصلٌ صحيح يدلُّ على إزالةِ شئِ عن مكانه وتنحيتِه عنه. يقال فرَّطت عنه ما كرِهَه، أي نحّيته. قال:

  [فلعلَّ بُطأكُما يفرِّطُ سَيِّئاً ... أو يَسبق الإسراعُ خَيراً مُقبِلا⁣(⁣١)]

  فهذا هو الأصل، ثم يقال أفْرَطَ، إذا تجاوَزَ الحدَّ في الأمر. يقولون: إيَّاك والفَرْطَ، أي لا تجاوِز القَدْر. وهذا هو القياس، لأنَّه [إذا] جاوَزَ القَدْر فقد أزالَ الشَّئ عن جهته. وكذلك التفريط، وهو التَّقصير، لأنَّه إذا قصَّر فيه فقد قَعَد به عن رُتْبته التي هي له.

  ومن الباب الفَرَط والفارط: المتقدِّم في طلب الماء. ومنه

  يقال في الدعاء للصّبىّ:

  «اللهمَّ اجعلْه فَرَطا لأبوَيه».

  أي أَجْراً متقدِّماً. وتكلِّمَ فلانٌ فِراطاً، إذا سبقَتْ منه بوادِرُ الكلام. ومن هذا الكَلِم: أفرَطَ في الأمر: عَجَّل. وأفرَطَت السّحابةُ بالوسمىِّ: عجَّلَتْ به. وفرّطتُ عنه⁣(⁣٢) الشَّئ: نحّيته عنه. وفَرَس فُرُط:

  تَسبِق الخيل. والماء الفِراط. الذي يكون لمن سَبَق إليه من الأحياء. وقال في الفرس الفُرُط:

  فُرُطٌ وِشاحى إذْ غدوتُ لجامُها⁣(⁣٣)

  وفُرَّاط القَطا: متقدِّماتها إلى الوادي. وفُرَّاط القوم: متقدِّموهم. قال:

  فاستعجَلُونا وكانوا من صَحَابتنا ... كما تَعَجَّل فُرَّاطٌ لِوُرّاد⁣(⁣٤)


(١) موضع البيت بياض في الأصل، وإثباته من اللسان (فرط). وهو لمرقش.

(٢) في الأصل: «اغلنه»، تحريف. وفي المجمل: «وفرطت عنه ما كرهه، أي نحيته».

(٣) للبيد في معلقته. وصدره:

ولقد حميت الحي تحمل شكمتى.

(٤) للقطامى في ديوانه ١٣ واللسان (فرط، عجل) وإصلاح المنطق ٧٩.