معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

سهف

صفحة 109 - الجزء 3

  في النَّبت دائماً ليلًا ونهاراً. ولذلك

  يقال: «خَير المالِ عينٌ خَرّارة، في أرض خوَّارة، تَسْهَرُ إذا نِمتَ، وتشهَد إِذا غِبْتَ».

  وقال أميّة بن أبي الصلت:

  وفيها لَحْمُ ساهرةٍ وبحرٍ ... وما فاهُوا بِهِ لهمُ مقيم⁣(⁣١)

  وقال آخَر، وذكر حَميرَ وحْش:

  يرتَدْنَ ساهرةً كأنَّ عميمَها ... وجَمِيمَها أسدافُ ليلٍ مظلمِ⁣(⁣٢)

  ثم صارت السّاهرةُ اسماً لكلِّ أرض. قال اللَّه : {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ١٣ فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ١٤}. والأسهران: عِرقان في الأنف من باطن، إِذا اغتلم الحِمارُ سالا ماءً. قال الشمّاخ:

  تُوائِلُ من مِصَكٍ أنْصَبَتْهُ ... حوالبُ أسهريهِ بالذَّنِينِ⁣(⁣٣)

  وكأنّما سمِّيتا بذلك لأنّهما يسيلان ليلًا كما يسيلان نهاراً. ويروى «أسهرته». ويقال رجلٌ سُهَرَةٌ: قليل النّوم. وأمّا السَّاهور فقال قوم: هو غلاف القمر؛ ويقال هو القمر. وأىَّ ذلك كان فهو من الباب؛ لأنّه يسبح في الفَلَك دائباً، ليلًا ونهارا.

سهف

  السين والهاء والفاء تقلّ فروعه. ويقولون إنّ السَّهَف⁣(⁣٤):

  تشحُّط القتيلِ في دمِه واضطرابُه. ويقال إِن السُّهَاف: العطش.


(١) البيت في اللسان (سهر) بدون نسبة.

(٢) البيت لأبى كبير الهذلي، كما في اللسان (سهر)، وقصيدته في نسخة الشنقيطي من الهذليين.

(٣) ديوان الشماخ ٩٣. وقد سبق في (٢: ٣٤٨).

(٤) ضبط في الأصل والمجمل بفتح الهاء، وفي اللسان والقاموس بسكونها.