معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

حرق

صفحة 43 - الجزء 2

  فمِيلَ به عنه، وذلك كتحريف الكلام، وهو عَدْلُه عن جِهته. قال اللَّه تعالى:

  {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ}⁣(⁣١).

  والأصل الثالث: المِحراف، حديدة يقَدَّر بها الجِراحات عند العِلاج. قال:

  إذا الطَّبيب بمِحْرافَيْهِ عالَجَها ... زادَتْ على النَّقْرِ أو تحرِيكِها ضَجَما⁣(⁣٢)

  وزعم ناسٌ أنّ المُحارَفَ من هذا، كأنّه قُدِّر عليه رزقُه كما تقدَّر الجِراحةُ بالمحْراف.

  ومن هذا الباب فلان يَحْرُف لعِياله، أي يكسِب. وأجْوَدُ مِن هذا أن يقال فيه إنّ الفاءَ مبدلةٌ من ثاء. وهو من حَرَث أي كَسَبَ وجَمَعَ. وربما قالوا أحْرَفَ فلانٌ إحرافاً، إذا نَمَا مالُه وصَلَحُ. وفلان حَرِيفُ فلانٍ أي مُعامِلُه. وكل ذلك من حَرَفَ واحترف أي كسَب. والأصلُ ما ذكرناه.

حرق

  الحاء ولراء والقاف أصلان: أحدهما حكُّ الشَّئ بالشئ مع حرارة والتهاب، وإليه يرجع فروعٌ كثيرة. والآخَر شئ من البَدَن.

  فالأول قولهم حَرَقْتُ الشئَ إذا بردْتَ وحككْتَ بعضَه ببعض. والعرب تقول: «هو يَحْرُقُ عليك الأُرَّم غَيظاً»، وذلك إذا حكَّ أسنانَه بعضَها ببعض.

  والأُرَّم هي الأسنان. قال:

  نُبِّئْتُ أحْماءَ سُليمَى إنَّمَا ... باتُوا غِضاباً يَحْرُقُون الارَّمَا⁣(⁣٣)


(١) من الآية ٤٦ في النساء، والآية ١٣ في المائدة. وفي الآية ٤١ من المائدة: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ}.

(٢) للقطامى في ديوانه ٧١ واللسان (حرف، ضجم). ويروى: «على الفر» بالفاء، وهو الورم أو خروج الدم. وفي الديوان: «حاولها» بدل: «عالجها».

(٣) الرجز في اللسان (حرق، أرم). وفي (أرم) توجيه كسر همزة «إنما» وفتحها.