معجم مقاييس اللغة،

ابن فارس (المتوفى: 395 هـ)

عجز

صفحة 232 - الجزء 4

  وإنما سمِّىَ اعتجاراً لما فيه من لَىٍّ ونُتوّ.

  ومما شذَّ عن هذا الأصل العَجِير، وهو من الخيل كالعِنِّين من الرِّجال.

عجز

  العين والجيم والزاء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما على الضَّعف، والآخر على مؤخَّر الشئ.

  فالأول عَجِزَ عن الشئ يعجز عَجْزاً⁣(⁣١)، فهو عاجزٌ، أي ضَعيف. وقولهم إنّ العجزَ نقيضُ الحَزْم فمن هذا؛ لأنه يَضْعُف رأيُه. ويقولون: «المرء يَعْجِزَ لا مَحَالة⁣(⁣٢)». ويقال: أعجزَنى فلانٌ، إذا عَجِزْت عن طلبه وإدراكه. ولن يُعجز اللَّهَ تعالى شئٌ، أي لا يَعجِز اللَّهَ تعالى عنه متى شاء. وفي القرآن:

  {لَنْ نُعْجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً ١٢}، وقال تعالى: {وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ}. ويقولون: عَجَزَ بفتح الجيم. وسمعتُ علىَّ بن إبراهيمَ القطَّان يقول: سمعت ثعلباً يقول: سمعتُ ابن الأعرابىّ يقول: لا يقال عَجِزَ⁣(⁣٣) إلّا إذا عَظُمَتْ عجيزتُه.

  ومن الباب: العجوز: المرأة الشَّيخة، والجمع عجائز. والفعل عجَّزت تعجيزاً.

  ويقال: فلانٌ عاجَزَ فلاناً، إذا ذَهَب فلم يُوصَل إليه. وقال تعالى: {يَسْعَوْنَ فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ}. ويجمع العجوز على العُجُزِ أيضاً، وربَّما حملوا على هذا فسمَّوا الخمرَ عجوزاً، وإنما سمَّوها لقدَمها، كأنَّها امرأةٌ عجوز. والعِجْزَة وابنُ العِجْزَة:

  آخرُ ولد الشَّيخ. وأنشد:


(١) يقال من باب ضرب وسمع، كما في القاموس.

(٢) كذا. والصواب «لا المحالة». والمحالة: الحيلة. انظر اللسان (حول) والبيان (٣: ٣٧) بتحقيق كاتبه.

(٣) يعنى بكسر الجيم، كما أثبت مطابقا ما في المجمل. وقد سبق الإشارة إلا أنهما لغتان في معنى الضعف.